بدء العد التنازلي لإجراء انتخابات مجلس الشورى ومجلس خبراء القيادة في إيران

بدأ العد التنازلي لإجراء انتخابات مجلس الشورى (البرلمان) ومجلس خبراء القيادة وهو هيئة دستورية مهمتها تعيين وعزل المرشد الأعلى في إيران في حال فقد القدرة على القيام بمسؤولياته أو فقد أحد شروط القيادة وكذلك الاشراف على أدائه.
ودخلت فترة الصمت الانتخابي استعدادا لإجراء الانتخابات التشريعية الإيرانية في دورتها ال12 وذلك قبل يوم واحد من موعد انطلاقها غدا الجمعة في نحو 60 ألف مركز للاقتراع موزعة في أنحاء إيران.
وكثف المرشحون في الساعات الأخيرة من سريان الصمت الانتخابي حملاتهم الدعائية عبر عقد اللقاءات والتجمعات الشعبية والظهور عبر القنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي لإقناع الناخبين ببرامجهم المستقبلية.
ويتمتع أكثر من 60 مليون شخص بحق الانتخاب والتصويت لاختيار ممثليهم في مجلس الشورى الإسلامي البالغ عددهم 290 نائبا لدورة تشريعية جديدة مدتها أربعة أعوام.
وستفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي لاستقبال الناخبين على أن تغلق في الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي.
وتستغرق عملية التصويت وفقا للدستور الإيراني 10 ساعات إلا أنه يحق لوزير الداخلية التي تنظم وزارته الانتخابات تمديد هذه الفترة بعد تسلمه طلبا من قبل المحافظين.
ويتنافس أكثر من 15 ألف مرشح 88 بالمئة منهم من الرجال و12 بالمئة من النساء في الانتخابات التشريعية حيث سيتنافس كل 52 مرشحا على مقعد برلماني واحد.
وتلزم المادة 28 من قانون انتخابات مجلس الشورى الإسلامي في إيران المتقدمين بطلبات الترشح عدة شروط منها الاعتقاد والالتزام العملي بالإسلام ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية والالتزام بالدستور وولاية الفقيه.
كما يشترط القانون على من يتقدم بطلب الترشح أن تكون أعمارهم بين 30 الى 75 عاما ويحملون شهادة الماجستير كحد أدنى وألا يكون قد سبق الحكم عليهم بعقوبة جناية أو في جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة.
وعلى صعيد التنافس الانتخابي فقد أتفق ائتلاف (شورى قوى الثورة الإسلامية) و(جبهة الصمود) وهي من الأحزاب الأصولية المحافظة على خوض الانتخابات بقائمة موحدة بزعامة رئيس البرلمان الحالي محمدباقر قاليباف.
كما سيخوض الانتخابات ائتلاف (شورى الوحدة) الأصولي الذي يتصدر قائمته الانتخابية في طهران وزير الخارجية الأسبق منوجهر متكي.
وسينحصر التنافس الحقيقي على المعسكر الأصولي المحافظ المدعوم بالعديد من الأسماء المعروفة لدى الشارع سواء كانوا على رأس قوائمهم الانتخابية أو القيادات الخلفية التي تدعمها ما يرجح كفتهم أمام بقية المرشحين.
وفي المقابل أعلنت (جبهة الإصلاحات) التي تضم تحت مظلتها معظم الأحزاب الإصلاحية عدم طرحها أي قائمة انتخابية في العاصمة طهران في حين قررت بعض الأحزاب الإصلاحية الأخرى دخول غمار الانتخابات.
ومن هذه الأحزاب (الثقة الوطنية) الذي يتزعمه الياس حضرتي وحزب (السيادة الشعبية) بزعامة مصطفى كواكبيان وحزب (نداء الإيرانيين) الناشئ الذي يضم مجموعة من الكوادر الشابة في التيار الإصلاحي.
وتشارك تيارات مدعومة من الرئيس السابق حسن روحاني بالانتخابات تحت مظلة حزب (الاعتدال والتنمية) بزعامة مساعده لشؤون التخطيط والميزانية محمدباقر نوبخت إلى جانب حزب (كوادر البناء) التكنوقراطي المحسوب على الرئيس الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
بدوره حث المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أمس الأربعاء خلال استقباله حشدا من المواطنين على المشاركة “الفاعلة في الانتخابات” مؤكدا أنه “إذا كانت الانتخابات ضعيفة فالجميع سيتضرر ولن يستفيد أحد منها”.
وأشار خامنئي إلى “عدم مبالاة” البعض في الداخل بالنسبة للانتخابات قائلا “أنا لا أتهم أحدا لكنني أذكر الجميع بأنه علينا أن ننظر إلى الانتخابات من منطلق المصالح الوطنية وليس من منظور فئوي وحزبي”.
وعلى صعيد التوقعات بشأن نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات التشريعية فقد أظهر استطلاع رأي أجراه مركز آراء الطلاب الإيرانيين (إيسبا) أن نحو 41 بالمئة من المواطنين سيشاركون في الانتخابات.
وفي سياق متصل ستجرى بالتزامن مع الانتخابات التشريعية انتخابات مجلس خبراء القيادة لاختيار 88 عضوا جديدا لدورة مدتها ثماني سنوات من بين 144 مرشحا من أبرزهم الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي.
ويتولى مجلس خبراء القيادة وهو هيئة دستورية مهمة تعيين وعزل المرشد الأعلى في إيران في حال فقد القدرة على القيام بمسؤولياته أو فقد أحد شروط القيادة وكذلك الاشراف على أدائه.
وحسب المادة 11 من الفصل الرابع من قانون انتخابات مجلس خبراء القيادة فان المترشح يجب ان تتوفر لديه شروط منها بلوغه مرحلة الاجتهاد في الفقه بحيث يكون قادرا على استنباط بعض القضايا الفقهية وأن يتمكن من تحديد الولي الفقيه الذي تتوفر لديه شروط القيادة.
كما ينبغي على المرشح أن يكون ملما بالسياسة والقضايا الاجتماعية ومؤمنا بالنظام وولاية الفقيه والدستور وأن يكون موضع ثقة وسلامة أخلاقية ومالية وأن يعرف بالتدين وألا يكون ممن لديهم سوابق سياسية واجتماعية سيئة.
ويحق لأكثر من 61 مليون ناخب نصفهم من النساء التصويت في هذه الدورة من الانتخابات بينهم نحو 3ر3 مليون سيصوتون لأول مرة بعد أن بلغوا السن القانوني للاقتراع.
وتجرى انتخابات مجلس الشورى الإسلامي ومجلس خبراء القيادة في 59 ألف مركز اقتراع موزعة في 31 محافظة 35 ألف منها في المدن و24 ألف في القرى والريف.