افتتحت شركة SHEIN الصينية، إحدى أكبر منصات الأزياء السريعة عالمياً، أول متجر فعلي لها في باريس، في حدث أثار موجة واسعة من الجدل داخل الأوساط الاقتصادية الأوروبية، لما يحمله من دلالات على التحولات العميقة في سوق تجارة التجزئة.
ويُعدّ المتجر الجديد أول تجربة لـ”SHEIN” في دخول قطاع البيع المباشر داخل أوروبا، بعد أن حققت توسعاً هائلاً عبر الإنترنت خلال السنوات الماضية. وقد شهد الافتتاح حضوراً كبيراً من المستهلكين، ما اعتبره مراقبون «رسالة واضحة» حول تغيّر العادات الشرائية وتفضيل الجيل الجديد لنماذج التسوق المختلطة التي تجمع بين المنصات الرقمية والمتاجر الفعلية.
تهديد لمستقبل المتاجر الأوروبية التقليدية :
ويرى خبراء الاقتصاد أن خطوة “SHEIN” تمثل تحدياً مباشراً للمتاجر الكبرى وسلاسل التجزئة الأوروبية، التي تواجه بالفعل صعوبات مالية وهيكلية بسبب منافسة التجارة الإلكترونية وارتفاع تكاليف التشغيل.
ويؤكد متخصصون أن نموذج SHEIN المبني على الإنتاج السريع، الأسعار المنخفضة، ووتيرة تحديث المنتجات يفرض ضغطاً متزايداً على العلامات الأوروبية التي تعتمد على نموذج تشغيل أقل مرونة وأكثر تكلفة.
دلالة على التحول في هيمنة السوق العالمية :
يرى محللون أن التوسع الفعلي لـ”SHEIN” في أوروبا يعكس انتقال مركز الثقل في صناعة الموضة إلى الشركات الآسيوية، خصوصاً الصينية، التي أصبحت تنافس ليس فقط عبر المنصات الرقمية، بل وكذلك داخل الأسواق الاستهلاكية التقليدية في الغرب.
ويشير مراقبون إلى أن افتتاح المتجر في باريس، المركز العالمي للموضة، يحمل رمزية واضحة تؤكد طموح الشركة لتوسيع نفوذها وجذب جمهور أوسع من المستهلكين.
انتقادات بيئية مستمرة… ورغم ذلك توسّع متسارع :
ورغم الانتقادات التي تواجهها الشركة بسبب نموذجها القائم على الإنتاج الكثيف وتأثيره البيئي، فإن SHEIN تواصل النمو بوتيرة سريعة، مستفيدة من التحول العالمي نحو التجارة الرقمية وارتفاع الطلب على الأزياء منخفضة التكلفة.
توقعات بتأثيرات واسعة على القطاع :
وتشير التوقعات إلى أن هذه الخطوة قد تدفع الشركات الأوروبية لإعادة النظر في استراتيجياتها، وربما تبني نموذج “الهجين” بين البيع الإلكتروني والمتاجر التقليدية، في محاولة لمنافسة الشركات الآسيوية التي تعيد رسم خريطة تجارة التجزئة العالمية.
اقرأ أيضًا:
الكرملين: موسكو لم تتلق أي معلومات رسمية حول خطة السلام الأمريكية بشأن أوكرانيا
