أكبر شركة لصناعة المجوهرات والساعات في الهند، “تيتان“، تدرس نقل بعض عملياتها التصنيعية إلى منطقة الخليج. جاء ذلك على لسان المدير الإداري للشركة، سي. كيه. فينكاتارامان، اليوم الثلاثاء، في ظل التصاعد التجاري بين الولايات المتحدة والهند.
وفي ضوء ذلك، أشار إلى أن الشركة تعتبر الخليج قاعدة مثالية للتصدير إلى أميركا، نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج هناك وصعوبة توفر المهارات الفنية.
صفقة إستراتيجية مع “داماس”
يأتي هذا التوجه بعد إعلان تيتان، التابعة لمجموعة “تاتا”، عزمها الاستحواذ على حصة أغلبية في شركة داماس، المتخصصة في السلع الفاخرة ومقرها دبي.
وتبلغ قيمة الصفقة نحو 283 مليون دولار، وتشمل شبكة مكونة من 146 متجراً في مختلف أنحاء منطقة الخليج. ومن المتوقع أن تتيح هذه الصفقة لتايتان موطئ قدم صناعي وتجاري قوي في المنطقة، مما يدعم خطتها للتوسع العالمي.
وأوضح فينكاتارامان أن المحادثات مع “داماس” بدأت في 2024، قبل تغيّر السياسات الأميركية، لكنها باتت أكثر أهمية الآن.
التوتر التجاري يدفع نحو البدائل
ويُذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد فرض الشهر الماضي رسوماً جمركية بنسبة 25% على العديد من الواردات الهندية. كما هدد بزيادة الرسوم بسبب شراء الهند للنفط الروسي، وهو ما أثار قلق العديد من الشركات الهندية التي تعتمد على التصدير إلى السوق الأميركي.
في المقابل، تخضع واردات الإمارات لرسوم جمركية أقل تبلغ 10%، مما يجعلها خياراً مناسباً لنقل الإنتاج وخفض التكاليف.
توسع تيتان في السوق الأميركية
بجانب تحركاتها التصنيعية، تمتلك “تيتان” حالياً عدداً من المتاجر في الولايات المتحدة تحت علامتها التجارية الشهيرة “تانيشك”، وتخطط لتوسيع حضورها هناك بشكل كبير خلال السنوات المقبلة.
كما أطلقت الشركة في أكتوبر الماضي علامة “كاراتلين” المتخصصة في المجوهرات الماسية، وحققت نجاحًا ملحوظًا في السوق الأميركية، مما يدعم خطط التوسع.
الخليج كحل استراتيجي
في سياق متصل، أكد فينكاتارامان أن الخليج يوفر بيئة تصنيع مناسبة، بفضل انخفاض التكاليف وتوافر المهارات. وهذا يجعله بديلاً واقعياً عن التصنيع في الولايات المتحدة.
وشدد على أن نقل بعض عمليات التصنيع إلى دول مجلس التعاون الخليجي سيخفف من تداعيات السياسات التجارية الجديدة، ويسمح للشركة بالحفاظ على مرونتها وقدرتها التنافسية في الأسواق الدولية.
بحث دائم عن حلول
تسير تيتان على خطى شركات عالمية كثيرة. بدأت هذه الشركات بالبحث عن حلول ذكية لتفادي الحواجز الجمركية. كما تسعى للحفاظ على تدفق السلع نحو الأسواق العالمية.
تستمر التغيرات في السياسة التجارية الأميركية. ومع هذا الواقع، قد تتحول دول الخليج إلى منصة إنتاج مهمة. يبرز هذا خاصة في الصناعات التي تعتمد على الحرفية العالية والتكاليف المعتدلة.
فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي رسوماً جمركية بنسبة 25% على العديد من الواردات الهندية. كما هدد بزيادتها، بعد أن أقدمت الحكومة الهندية على شراء النفط الروسي، وهو ما دفع العديد من الشركات الهندية المصدرة إلى السوق الأميركي إلى التعبير عن قلقها.
