لبنان: دور متميز للكويت في اتفاق الطائف

أشادت شخصيات سياسة لبنانية بعضها ممن شارك في اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية في عام 1989 بدور الكويت البارز في الوصول إلى الاتفاق ودعم لبنان في مراحله المختلفة.
وجاء ذلك في تصريحات على هامش المشاركة في المؤتمر الوطني في الذكرى ال33 لإبرام اتفاق الطائف الذي دعا اليه سفير السعودية لدى لبنان وليد البخاري في (قصر الأونيسكو) في بيروت أمس السبت.
وقال نائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن هناك “دورا متميزا للكويت في رعاية الواقع اللبناني على المستويات كافة ولا ينسى اللبنانيون فضل الكويت وقيادتها وشعبها في كل المراحل”.
واعتبر أن هناك شعورا في لبنان باستهداف اتفاق الطائف لذلك لابد من إعادة التأكيد على التمسك به حفاظا على وحدة الشعب اللبناني وأرضه ومؤسساته.
من جهته قال النائب السابق طلال المرعبي الذي شارك في اتفاق الطائف ل(كونا) إن “للكويت دائما دورا أساسيا في خلاص لبنان من محنه وهي أدت دورا كبيرا في هذا الاتفاق وكانت داعمة له وسخرت إمكانياتها لنجاحه”.
ولفت إلى أن الكويت “قبل ذلك الاتفاق وبعده مستمرة في لعب دور أساسي في المحافظة على وحدة لبنان وتنوعه لذلك يكن كل اللبنانيين مشاعر المحبة لها”.
بدوره قال النائب السابق بطرس حرب الذي شارك أيضا في اتفاق الطائف “لابد من التذكير بأن اللجنة السداسية التي سبقت الوصول إلى اتفاق الطائف كان يترأسها في ذلك الوقت وزير الخارجية الكويتي حينها المغفور له سمو أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والذي بذل مساعي كبيرة جدا لحل الأزمة اللبنانية”.
وأضاف أن “الكويت لم تقصر يوما في مساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه والمحبة بين البلدين تاريخية” معتبرا أن الكويت قادرة على لعب دور كبير.
وأضاف أنه “إذا ما صار هناك جهود عربية لمساعدة لبنان فإن الأفق أمام البلد يكون مفتوحا لأن لبنان في مأزق كبير والمؤتمر اليوم محاولة في وقتها لإخراج لبنان من أزمته”.
وأعرب حرب عن أمله باقتران محاولة اليوم بخطوات عملية تفتح حوارا حول كيفية إنقاذ البلد بالعودة إلى اتفاق الطائف.
من جانبه اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تصريح ل(كونا) أن “تجهيل نضال اللبنانيين الذين أسهموا في الوصول إلى اتفاق الطائف خطأ” مشددا على أهميته في إنهاء الحرب في لبنان.
وأكد ضرورة تطبيق الاتفاق قبل البحث في تعديله لافتا إلى البنود التي لم تطبق لغاية اليوم من الاتفاق كبند إلغاء الطائفية السياسية وإنشاء مجلس للشيوخ.
ورأى جنبلاط في كلمة ألقاها في المؤتمر أن “المعركة الكبرى الآن لا تكمن في صلاحيات رئاسة الجمهورية الواضحة دستوريا وسياسيا بل المشكلة في انتخاب الرئيس ولاحقا تشكيل حكومة ذات مصداقية تطلق الإصلاحات المطلوبة للبدء بالإنقاذ الاقتصادي والمالي”.
وكان صاحب الدعوة السفير السعودي وليد البخاري اعتبر في كلمة الافتتاح أن عقد المؤتمر “يعكس اهتمام وحرص قيادة المملكة على الحفاظ على أمن واستقرار لبنان وعلى صيغة العيش المشترك وعدم الذهاب إلى المجهول”.
وأضاف البخاري “نعول على حكمة القادة اللبنانيين وتطلعات الشعب اللبناني” مشددا على الحاجة إلى تجسيد صيغة العيش المشترك والحفاظ على هوية لبنان وعروبته.
من جانبه أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي في تصريح على هامش الحدث استمرار اتفاق الطائف لاعتباره “الاتفاق الأصلح لتطبيقه” وأن عقد المؤتمر اليوم ينفي القول إن السعودية تركت لبنان كما أن الحضور الكبير يشير إلى “تثبيت مضامين الطائف”.
وبدوره اعتبر رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة أن الوقائع على مدى السنوات أظهرت أن “لا حل طائفيا أو فئويا لأي مشكلة في لبنان بل هناك حل واحد فلبنان يقوم بالجميع أو لا يقوم ويكون للجميع أو لا يكون”.
وأكد أهمية “حسن النوايا” كمبدأ يجب أن تبدأ به أي مبادرة أو أي حل مشيرا إلى أن المهم اليوم هو الوصول إلى رئيس جمهورية “يؤمن باتفاق الطائف ويسعى إلى تثبيته”.
من جانبها أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا في كلمتها أن “تطبيق اتفاق الطائف التاريخي يضمن استقرار لبنان”.
ولفتت إلى أن “الاتفاق وضع نظاما سياسيا جديدا يلبي طموحات اللبنانيين من خلال تبني الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني”.
ومن جهته اعتبر المطران بولس مطر أن “المسيحيين والمسلمين أمة واحدة في اتفاق الطائف ونحن في لبنان أخوة بالوطنية والعروبة والإنسانية” معربا عن أمله في أن يضع اللبنانيون خلافاتهم “تحت سقف الأخوة وليس فوقها”.
ورأى في “عودة اللبنانيين إلى الطائف فرصة للبنان” مشددا على واجب الحوار “بمحبة وأخوة”.
وشدد السياسي والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي الذي أدى دورا سياسيا في الوصول الى الاتفاق حينها أن “أول هدف لاتفاق الطائف كان إنهاء الحرب في لبنان” متوجها بالتحية “لكل من ساهم في إتمام هذا الاتفاق قبل 33 عاما”.
وتحدث عن “أهمية اتفاق الطائف الذي يسهم في صون لبنان بعد الحرب التي عصفت به” لافتا إلى أن “وثيقة الوفاق الوطني جاءت بمساع سعودية وعربية وبإجماع لبناني على إرساء السلم”.
وكان اتفاق الطائف توصلت إليه الأطراف اللبنانية في اجتماع بمدينة الطائف السعودية في سبتمبر 1989 والتي أنتجت ما يعرف بوثيقة الوفاق الوطني اللبناني والتي أصبحت لاحقا الدستور اللبناني إثر حرب عصفت بالبلاد على مدى 15 عاما.