تونس تستنكر تصريحات أردوغان

استنكرت السلطات التونسية تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول حل البرلمان التونسي، معتبرة هذا الموقف التركي “تدّخلا غير مقبول في الشأن الداخلي” للبلاد، واستدعت السفير التركي.
ورد الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس الأربعاء، على تصريحات نظيره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد ساعات من استدعاء السفير التركي لإبلاغه احتجاج تونس على تلك التصريحات المرفوضة.
وقال قيس في كلمة ألقاها خلال زيارته لضريح الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، في مدينة المنستير بشرق البلاد، بمناسبة الذكرى الـ 22 لرحيله، «تعلمون كلكم مواقف الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله من أي تدخل أجنبي بالرغم من المغريات التي تم تقديمها في أوقات كثيرة ولكنه لم يسلم في أية ذرة من تراب الوطن».
وتابع «نحن أيضا لنا سيادتنا، ولنا اختياراتنا بناء على الإرادة الشعبية… لسنا أيالة – الإيالة في التقسيم الإداري العثماني كانت تشكل المستوى الإداري الأولي (الأعلى) بين القرن السادس عشر والقرن التاسع عشر- ولا ننتظر فرمانا من جهة معينة، ولا نقبل بالقناصل الأجانب».
وأضاف «سيادتنا وكرامتنا وعزتنا قبل أي اعتبار، نحن دولة ذات سيادة، والشعب فيها هو صاحب السيادة، ولا يمكن أن ننتقل من مرحلة إلى أخرى بناء على مؤامرات أو بناء على الارتماء في أحضان الأجانب».
وأردف «نحن نُقدرهم ونتعامل معهم، ولكن على قدم المساواة هذا ما ينص عليه القانون الدولي وهذا ما تنص عليه كرامتنا قبل هذه المبادئ المكرسة في القانون الدولي».
وأكد في المقابل، أن الشعب التونسي «سيقول كلمته بعيدا عن أي محاولات للتدخل الأجنبي، وسنعمل بحول الله تعالى على أن نُكمل مسيرة الشعب نحو الحرية التامة بعيدا عن أي تدخل في شؤوننا الداخلية».

وأعلن وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، صباح أمس، أنه تم استدعاء السفير التركي لدى تونس، تشاغلار فخري تشاكر ألب إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه «احتجاج تونس على تدخل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في شأنها الداخلي».
وقال في تغريدة نشرها في حسابها على شبكة «توتير»، إنه تحادث أيضا هاتفيا مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو، وأبلغه «رفض تونس التدخل في شؤونها، وأنها لا تسمح بالتشكيك في مسارها الديموقراطي».
وشدد في هذه التغريدة التي عكست تطورا سلبيا في علاقات تونس وتركيا، على أن «علاقات البلدين يجب أن تقوم على احترام استقلالية القرار الوطني واختيارات الشعب التونسي دون سواه».
واعتبرت وزارة الخارجية التونسية وفي بيان وزعته في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، أن تصريح الرئيس التركي «يتعارض تماما مع الروابط الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين، ومع مبدأ الاحترام المتبادل في العلاقات بين الدول».
وأكدت في هذا الصدد، أن «تونس دولة حرة مستقلة، والشعب فيها هو صاحب السيادة، وهو المخول الوحيد لاختيار مسار تحقيق الحرية الحقيقية التي تحفظ أمنه وتصون كرامته وتدعم حقوقه وتعزز كل مكاسبه، وتقطع مع رواسب الماضي ومع مسار الديموقراطية الشكلية التي لا علاقة لها بإرادة التونسيين والتونسيات».
وجددت في المقابل، التأكيد على أن «تونس بقدر التزامها بثوابت سياستها الخارجية، وحرصها على بناء علاقات وثيقة مع الدول الشقيقة والصديقة، فإنها أيضا تتمسك باستقلال قرارها الوطني وترفض بشدة كل محاولة للتدخل في سيادتها وخيارات شعبها أو التشكيك في مسارها الديموقراطي الذي لا رجعة فيه».