صعّدت روسيا خلال الأيام الماضية هجماتها على منطقة أوديسا جنوبي أوكرانيا، مستهدفة البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك الموانئ وشبكات الكهرباء، ما أدى إلى انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي ووقوع خسائر بشرية ومادية.
وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي كوليبا إن موسكو تنفذ «هجمات منهجية» على أوديسا، محذرًا الأسبوع الماضي من أن بؤرة الحرب قد تكون انتقلت إلى هذه المنطقة الاستراتيجية. من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الهجمات المتكررة تهدف إلى عرقلة وصول أوكرانيا إلى طرق الشحن البحري.
وأفادت السلطات المحلية بأن ضربات مساء الاثنين أصابت منشآت مرفئية في أوديسا وألحقت أضرارًا بسفينة مدنية، في أحدث سلسلة من مئات الهجمات التي تسببت بتعطيل إمدادات الكهرباء لأيام وسقوط ضحايا. وذكرت أن ضربات ليل الأحد أدت إلى انقطاع التيار عن نحو 120 ألف شخص، وإلى اندلاع حريق في ميناء رئيسي دمّر عشرات الحاويات المحمّلة بالدقيق والزيوت النباتية.
وكانت ضربة بصاروخ باليستي استهدفت ميناء بيفديني شرق أوديسا الأسبوع الماضي قد أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين، فيما أدى هجوم سابق إلى مقتل امرأة كانت تستقل سيارة مع أطفالها الثلاثة، وتسبب مؤقتًا بقطع الجسر الوحيد الذي يربط منطقة أوديسا بجمهورية مولدوفا.
وتكتسب أوديسا أهمية اقتصادية واستراتيجية كبرى، كونها ثالث أكبر مدينة أوكرانية، وبوابة البلاد البحرية الأساسية بعد خروج موانئ أخرى عن الخدمة بسبب السيطرة الروسية. ومنذ أغسطس 2023، تشكل أوديسا نقطة انطلاق ممر بحري حيوي لتصدير الحبوب يمر بمحاذاة سواحل رومانيا وبلغاريا وصولًا إلى تركيا، ما سمح لأوكرانيا بالحفاظ على موقعها كأحد أكبر مصدري القمح والذرة عالميًا رغم الحرب.
ويأتي التصعيد العسكري في وقت تتواصل فيه مساعٍ دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة، حيث عقدت لقاءات منفصلة مع وفدين أوكراني وروسي في ميامي، من دون تحقيق تقدم ملموس نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ قرابة أربع سنوات، وسط تبادل اتهامات بين موسكو والاتحاد الأوروبي بشأن عرقلة أي اتفاق محتمل.
اقرأ أيضًا:
مبعوث جديد لترامب يعلن سعيه لضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة ويثير غضب الدنمارك
