انفجار دموي يهز العاصمة الهندية قرب «القلعة الحمراء» والتحقيقات تتجه نحو الإرهاب

شهدت العاصمة الهندية نيو دلهي مساء اليوم انفجارًا قويًا قرب بوابة رقم 1 لمحطة مترو مجاورة للقلعة الحمراء (Red Fort)، أحد أشهر المعالم التاريخية في البلاد.
وأسفر الانفجار عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من عشرين آخرين، وفق ما أعلنته الشرطة المحلية.

وقع الحادث داخل سيارة من طراز “هيونداي i20” عند الساعة 6:52 مساءً بالتوقيت المحلي، بينما كانت متوقفة عند إشارة مرور مزدحمة.
اشتعلت النيران في السيارة بالكامل، مما أدى إلى تدمير مركبات مجاورة واحتراق عدد من المارة.
وانتشرت ألسنة اللهب بسرعة، ما تسبب في حالة ذعر بين الموجودين في المنطقة.

التحقيقات تكشف استخدام عبوة ناسفة

أوضح مفوض شرطة دلهي أن التحقيقات الأولية تشير إلى وجود عبوة ناسفة داخل السيارة.
وأضاف أن التحقيق جارٍ بموجب قانون مكافحة الإرهاب (UAPA) بعد العثور على مواد كيميائية يُشتبه في استخدامها لتصنيع المتفجرات.

بالإضافة إلى ذلك، عملت فرق الأدلة الجنائية على جمع بقايا المواد المحترقة وتحليلها ميدانيًا.
كما تم تطويق المنطقة بالكامل وإيقاف المرور قرب القلعة الحمراء لضمان سلامة المدنيين.

مودي يأمر بعدم التهاون وملاحقة الجناة

في مقابل ذلك، أكدت وسائل الإعلام المحلية أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي أمر الأجهزة الأمنية بعدم التهاون في ملاحقة المنفذين.
وقال مودي إن “العدالة ستطال كل من يقف وراء هذا العمل الجبان”.

علاوة على ذلك، تم رفع مستوى التأهب الأمني في العاصمة وجميع الولايات المجاورة.
كما أغلقت السلطات عدة محطات مترو قريبة كإجراء احترازي، وجرى نشر وحدات مكافحة الإرهاب في مناطق حيوية، خصوصًا قرب المؤسسات الحكومية والمعالم السياحية الكبرى.

اعتقال مشتبه بهما ومداهمات في العاصمة

لاحقًا، أعلنت الشرطة اعتقال شخصين مشتبه بهما بعد مداهمة شقة في حي كارول باغ.
وقالت إن القوات عثرت على مواد يُحتمل أنها متفجرات معدّة للاستخدام، إضافة إلى أجهزة إلكترونية وخرائط مطبوعة.

من جهة أخرى، لم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن التفجير، ما يعقّد سير التحقيقات.
وتواصل السلطات تحليل البيانات الميدانية ومقاطع الكاميرات المحيطة بالموقع لتحديد هوية المنفذين.

تصاعد القلق الإقليمي من موجة عنف جديدة

من الجدير بالذكر أن الانفجار يأتي وسط توتر أمني متصاعد في المنطقة، بعد تفجيرات دامية شهدتها باكستان مؤخرًا.
نتيجةً لذلك، عبّر مراقبون عن مخاوف من تصاعد موجة جديدة من العنف في جنوب آسيا، خاصة بين الهند وباكستان.

وفي السياق ذاته، دعت الحكومة الهندية المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي نشاط مريب.
كما طالبتهم بتجنّب نشر الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمنع إثارة الهلع والحفاظ على الاستقرار العام.

استمرار التحقيقات وحالة تأهب قصوى

حتى اللحظة، تستمر التحقيقات المكثفة بقيادة وحدات مكافحة الإرهاب وخبراء المتفجرات.
في المقابل، تشهد العاصمة وجودًا أمنيًا كثيفًا في المواقع الحساسة ومحطات النقل الرئيسية.

وبهذا، تبقى نيو دلهي في حالة استنفار كامل بانتظار نتائج التحقيقات النهائية التي ستكشف هوية منفذي الهجوم ودوافعهم.