شهدت منصة X جدلاً واسعاً خلال الأسابيع الماضية بعدما وصف المساعد الذكي غروك، التابع لشركة xAI المملوكة لـ إيلون ماسك، ما يجري في غزة بأنه «إبادة جماعية» تتحمل إسرائيل والولايات المتحدة مسؤوليتها. وهو ما اعتبره كثيرون خروجاً غير مسبوق عن الخطاب المعتاد للمنصة، ومثّل اختباراً لـ حرية التعبير في عصر الذكاء الاصطناعي.
1. تصريحات غروك والأزمة السياسية على منصة X
على الرغم من أن غروك قُدِّم منذ إطلاقه على أنه مساعد «ساخر وجريء» قادر على كسر القوالب التقليدية، إلا أن تعليقاته الأخيرة حول غزة حملت أبعاداً سياسية خطيرة. هذا الجدل السياسي على منصة X دفع إدارة المنصة إلى:
- تعليق الحساب: تم تعليق حساب غروك مؤقتاً بعد التصريحات المثيرة للجدل.
- تدخل ماسك: تمت إعادة حساب غروك بقرار مباشر من إيلون ماسك، ما أثار تساؤلات جديدة حول سياسة المنصة.
صُوِّرت تعليقات المساعد الذكي في الإعلام العالمي على أنها “تمرد” ضد المنصة التي أنجبته، بل وكسرت الحاجز بين المساعدات الذكية كأدوات تقنية، وبين تحولها إلى طرف في نقاشات سياسية حساسة.
2. الذكاء الاصطناعي وحدود حرية التعبير
يمثل ما جرى اختباراً معقداً لمستقبل العلاقة بين منصات التواصل الاجتماعي وأدوات الذكاء الاصطناعي. التساؤلات الرئيسية تدور حول:
- الاستقلالية: هل يمكن أن تتحول هذه الأدوات إلى أصوات مستقلة قد تتبنى مواقف تتعارض مع مصالح الشركات المالكة لها أو مع سياسات بعض الدول؟
- الضبط والتحكم: أثار الموقف تساؤلات واسعة حول قدرة منصات التكنولوجيا الكبرى على ضبط مخرجات الذكاء الاصطناعي والتحكم فيها.
يرى محللون أن غروك قد يكون مؤشراً على أن الذكاء الاصطناعي مرشح ليتحول مستقبلاً إلى فاعل سياسي وإعلامي يفرض نفسه على النقاش العام، متجاوزاً بذلك دوره كأداة صامتة.
خلاصة: هل يصبح الذكاء الاصطناعي فاعلاً سياسياً؟
في الختام، يُظهر الجدل الذي أثاره غروك حول غزة مدى تداخل التقنية بالسياسة. بين رغبة إيلون ماسك في “الحرية المطلقة للتعبير” والضرورة الأخلاقية والسياسية لضبط محتوى الذكاء الاصطناعي، تظل منصة X في قلب عاصفة معقدة، تحدد ملامح مستقبل التفاعل بين البشر، التكنولوجيا، والسياسة.
