شهدت الولايات المتحدة قضية مثيرة للجدل بعد إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) اعتقال الأكاديمي والمستشار السابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي آشلي تيليس، وذلك عقب مداهمة منزله في ولاية فيرجينيا والعثور على مئات الوثائق الدفاعية المصنفة سرية. هذه الواقعة تسلط الضوء مجدداً على خطورة تسريب المعلومات الدفاعية في واشنطن.
1. تفاصيل القضية: وثائق “سرية للغاية” فيرجينيا
وفقًا لما نشرته الصحف الأمريكية، فإن المداهمة تمت يوم السبت 11 أكتوبر 2025. كشفت التحقيقات عن العثور على أكثر من ألف صفحة من المستندات المصنفة سرية، تضمنت معلومات حساسة تتعلق بـ:
- قدرات الطائرات العسكرية الأمريكية وبرامجها التقنية.
- ملفات مرتبطة بـ برامج دفاعية استراتيجية حساسة.
التحقيقات الأولية كشفت أن آشلي تيليس احتفظ بهذه المواد في منزله بشكل غير قانوني، وهو ما دفع وزارة العدل الأمريكية لتوجيه اتهامات بحيازة غير مشروعة لمعلومات دفاعية وطنية. وتشير لائحة الاتهام إلى أن العقوبات قد تصل إلى السجن لسنوات طويلة.
2. خلفية المتهم والأبعاد الدولية للقضية
يُعد آشلي تيليس شخصية بارزة في الأوساط الأكاديمية والدبلوماسية الأمريكية، حيث شغل مناصب استشارية رفيعة في مجلس الأمن القومي الأمريكي ولعب دوراً محورياً في صياغة سياسات واشنطن تجاه آسيا، خصوصًا ما يتعلق بالعلاقات الأمريكية – الهندية.
القضية تزامنت مع تقارير إعلامية تحدثت عن لقاءات سابقة جمعته بمسؤولين صينيين، وهو ما أثار تساؤلات حول احتمالية وجود أبعاد استخباراتية خلف القضية، رغم نفي فريقه القانوني لذلك. وأكد محاموه أن موكّلهم سيخوض معركة قضائية لإثبات براءته.
3. التداعيات المحتملة: أمن المعلومات والعلاقات الآسيوية
يرى مراقبون أن قضية آشلي تيليس قد تحمل انعكاسات على العلاقات الأمريكية مع شركائها في آسيا، لا سيما الهند والصين، في وقت تتصاعد فيه التوترات الجيوسياسية.
تُسلط هذه الواقعة الضوء مجددًا على خطورة تسريب المعلومات الدفاعية والحاجة الملحة لـ أمن المعلومات المشدد داخل الدوائر الحكومية الأمريكية، خاصة في ظل التنافس التكنولوجي والعسكري القائم.
خلاصة
تضع قضية آشلي تيليس الأمن القومي الأمريكي تحت المجهر. وبين الاتهامات الخطيرة ونفي الدفاع، تظل العبرة الأهم هي ضرورة سد الثغرات في حماية الوثائق الدفاعية المصنفة سرية، لضمان عدم تعرض المزايا العسكرية والاستراتيجية الأمريكية للخطر في هذا التوقيت الحساس.
