أثارت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لواشنطن ولقائه بالرئيس دونالد ترامب اهتمامًا واسعًا في الصحافة الإسرائيلية. حيث تعاملت وسائل الإعلام مع الحدث بصفته مؤشراً حساساً لمستقبل المنطقة. لذلك، حملت تغطيتها رسائل متباينة تجمع بين الحذر والقلق والأمل المشروط. وفي هذا السياق، يمكن تلخيص قلق إسرائيل من زيارة محمد بن سلمان في ثلاثة ملفات رئيسية.
أولاً: التطبيع المشروط والدولة الفلسطينية
أبرزت صحيفة Times of Israel رغبة الرياض في الانضمام لاتفاقيات إبراهيم. لكن أكدت الصحيفة أن الطريق يمر عبر تقدم ملموس نحو دولة فلسطينية. علاوة على ذلك، وصفت الصحف الإسرائيلية الموقف السعودي بأنه تحوّل استراتيجي. إذ يجعل أي تطبيع مستقبلي “مرتبطًا جوهريًا بالحل السياسي” وليس بمجرد تفاهمات أمنية.
ثانياً: صفقة الـ F-35 والقلق الأمني الأكبر
ركزت صحيفة Haaretz على القضية التي أقلقت الأوساط الأمنية الإسرائيلية: وهي استعداد واشنطن لبيع مقاتلات F-35 المتطورة للسعودية. حيث ترى إسرائيل في ذلك خرقًا لمعادلة التفوق العسكري النوعي (QME).
بالإضافة إلى ذلك، قالت الصحيفة إن ترامب أظهر “حماسًا شديدًا” للصفقة. مما اعتبرته تل أبيب تجاهلاً لمخاوفها التقليدية حول التفوق النوعي.
ثالثاً: خشية من تآكل النفوذ
اعتبرت التغطيات الإسرائيلية أن الزيارة حملت رسائل واضحة لواشنطن. حيث السعودية مستعدة لتوسيع الاستثمارات الضخمة داخل الولايات المتحدة في مجالات التقنية والدفاع. لكن في المقابل، يرى معلّقون في Jerusalem Post أن تقارب الرياض وواشنطن “بلا ضوابط إسرائيلية” قد يغيّر نمط التأثير التقليدي لتل أبيب على سياسات البيت الأبيض تجاه الخليج.
في الختام، تؤكد تغطية الصحافة الإسرائيلية أن قلق إسرائيل من زيارة محمد بن سلمان مبرر. لذلك، باتت السعودية لاعباً لا يمكن تجاوزه في إعادة رسم قواعد اللعبة الإقليمية، وبالتالي، تتابع إسرائيل الزيارة باهتمام، لكن بنبرة قلق أكبر من التفاخر.
اقرأ أيضًا:
سوريا تندّد: زيارة نتنياهو للمنطقة العازلة انتهاك صارخ للسيادة

