في تطور لافت يعكس حجم التداخل بين الملف الفلسطيني والقرار الأميركي، ناشدت فدوى البرغوثي، زوجة الأسير الفلسطيني البارز مروان البرغوثي، الرئيس الأميركي دونالد ترمب التدخل للإفراج عن زوجها. مروان البرغوثي معتقل في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002. فدوى وصفته بأنه “شريك حقيقي قادر على المساهمة في بناء سلام عادل ودائم”. كما أكدت أن الإفراج عنه سيشكل خطوة حاسمة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد قيادته.
ترمب يلوّح بقرار مصيري بعد وقف إطلاق النار
جاءت هذه المناشدة بعد تصريحات لترمب لمجلة «تايم» الأميركية. قال فيها إنه بصدد “اتخاذ قرار” حول ما إذا كان سيدعو إسرائيل إلى إطلاق سراح البرغوثي. بالإضافة إلى ذلك، وُصفت هذه الخطوة بأنها قد تعكس توجهاً جديداً في السياسة الأميركية تجاه الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. خاصة مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار الأخير حيز التنفيذ وبروز نقاشات حول مستقبل الحوكمة في غزة.
مروان البرغوثي: ورقة سياسية وشعبية
مروان البرغوثي، المحكوم بالسجن لمدى الحياة عدة مرات، يُعتبر من أبرز قيادات حركة فتح. وعلاوة على ذلك، يتمتع بشعبية واسعة تتجاوز حدود الفصائل، مما يجعله اسماً مطروحاً لقيادة مرحلة فلسطينية جديدة. مراقبون يرون أن أي تحرك للإفراج عنه سيحمل دلالات سياسية كبرى. بالتالي، قد تفتح هذه الخطوة الباب أمام مصالحة فلسطينية داخلية وتؤثر في مسار المفاوضات المستقبلية.
في المقابل، تظل إسرائيل متحفظة بشدة تجاه هذا الملف. هي تعتبره قضية أمنية وسياسية حساسة. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن إدراج البرغوثي ضمن صفقة تبادل أو حزمة سياسية أكبر قد يكون السيناريو الأكثر ترجيحاً إذا ما مضت واشنطن في هذا المسار.
تداعيات إقليمية ومكسب معنوي للفلسطينيين
إقليمياً، تنظر عواصم عربية مثل القاهرة والدوحة بترقب إلى هذه التطورات. ذلك أن هذه العواصم معنية بدور الوساطة وترتيبات ما بعد الحرب في غزة. ختاماً، قد يشكل أي انفراج على هذا الصعيد فرصة لدول الخليج لتعزيز مساهماتها في إعادة الإعمار ودعم الاستقرار.
محللون يؤكدون أن مجرد إدراج اسم البرغوثي في دائرة النقاش العلني على أعلى مستوى أميركي يمثل مكسباً معنوياً للفلسطينيين. فهو رسالة بأن قادتهم الأسرى لم يُطوَ ملفهم بعد. أما القرار النهائي لترمب، فيبقى رهناً بحسابات السياسة الأميركية الداخلية والعلاقة الحساسة مع إسرائيل. بالتالي، يجعل الأسابيع المقبلة حاسمة في رسم ملامح المرحلة القادمة.
