الكويت – أخبار الكويت
شهد مطار الكويت الدولي صباح اليوم حدثاً تاريخياً يمثل نقلة نوعية في قطاع الطيران المدني بالبلاد، بتسجيل أول هبوط رسمي ناجح على المدرج الجديد (الثالث). هذا الافتتاح التجريبي يمثل محطة هامة في المشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها الكويت، ويهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية للمطار وزيادة طاقته الاستيعابية لاستقبال حركة الطيران المتزايدة.
إنجاز وطني: المدرج الجديد يدخل الخدمة
يُعد المدرج الجديد الثالث في مطار الكويت من أحدث المشاريع التي تم تنفيذها وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية، وبطول يتناسب مع متطلبات الطائرات العملاقة الحديثة. ويأتي هذا المشروع ضمن خطة شاملة لتطوير البنية التحتية للمطار، والتي تشمل أيضاً بناء مبنى الركاب الجديد (T2).
أكدت الإدارة العامة للطيران المدني أن نجاح عملية الهبوط الأولى يشير إلى جاهزية المدرج الكاملة للدخول في الخدمة الجزئية والرئيسية قريباً، مشيدة بجهود المهندسين والفرق الفنية التي عملت على المشروع.
أهمية المدرج الثالث للحركة الجوية
الهدف الاستراتيجي من إضافة المدرج الجديد ليس فقط توسعة المساحة، بل تحقيق المرونة التشغيلية، وخاصة في حالات الصيانة الطارئة أو الظروف الجوية غير المواتية.
ويرى خبراء في قطاع الطيران أن تدشين المدرج الثالث سيحقق الفوائد التالية:
- زيادة القدرة الاستيعابية: سيقلل المدرج الجديد من فترات الانتظار ويسمح بزيادة عدد الإقلاعات والهبوط في الساعة الواحدة.
- رفع مستوى الأمان: يوفر المدرج الجديد خياراً ثالثاً للطائرات، مما يعزز مستويات السلامة التشغيلية والالتزام بالمعايير الدولية.
- دعم “رؤية الكويت 2035”: يساهم المشروع في تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي، حيث يعتبر المطار البوابة الرئيسية للدولة.
ما بعد الافتتاح: التركيز على الاستدامة
يشير مراقبون إلى أن أول هبوط على مدرج مطار الكويت الجديد الثالث يفتح الباب أمام تحديات جديدة تتعلق بضرورة ربط هذا التطور بالتكنولوجيا الحديثة في إدارة الحركة الجوية. فالمرحلة القادمة تتطلب التركيز على التدريب وتطبيق أنظمة الملاحة الأكثر تطوراً لضمان التشغيل المستدام والفعال للمدرجات الجديدة والقديمة على حد سواء.
باختصار، فإن هذا الإنجاز يعكس التزام الكويت بتطوير قطاعها الحيوي، ويؤكد أن مطار الكويت الدولي يمضي بخطوات ثابتة نحو المنافسة الإقليمية والدولية.

