الإثنين - 2025/12/08 3:16:38 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

خطاب كارني يسلط الضوء على انقسام متصاعد بين كندا والولايات المتحدة بسبب سياسات ترمب

الكويت – أخبار الكويت

في مشهد سياسي لافت يعكس عمق التوتر القائم بين أوتاوا وواشنطن، ألقى رئيس وزراء كندا مارك كارني خطاباً مدوّياً في العاصمة الكندية، أكّد فيه أن العلاقة التاريخية التي ربطت بلاده بالولايات المتحدة لم تعد كما كانت، محمّلاً سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب مسؤولية اتساع الفجوة بين البلدين الجارين. هذا الخطاب يمثل صرخة سيادية في وجه الضغوط الأميركية.

انقسام غير مسبوق بين جارين وسياسة الاعتماد الثقيل

شدّد كارني في خطابه على أن كندا لم تعد قادرة على الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن السياسات الاقتصادية والجمركية الجديدة التي تبنّاها ترمب جعلت هذا الاعتماد أشبه بعبء ثقيل على الاقتصاد الكندي. وأضاف أن “القرب الطويل الذي جمعنا بواشنطن تحوّل اليوم إلى نقطة ضعف تُستغل ضدنا، وهذا لم يعد مقبولاً”.

هذه التصريحات جاءت في وقت تتزايد فيه الخلافات حول الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على منتجات كندية، إضافة إلى تصريحات مثيرة للجدل من ترمب الذي ألمح أكثر من مرة إلى أن كندا قد تكون “الولاية الأميركية الـ51″، ما اعتبره كارني “تجاوزاً للخطوط الحمراء” ومحاولة للنيل من السيادة الكندية.

خطاب يفتح صفحة جديدة: تنويع الشراكات

في خطابه، أعلن كارني أن بلاده ستسعى إلى مضاعفة صادراتها خارج السوق الأميركية خلال العقد المقبل، مؤكداً أن ميزانية الحكومة المقبلة ستُوجَّه إلى تنويع الشراكات التجارية وتخفيف الاعتماد الاقتصادي والأمني على الولايات المتحدة.

وقال رئيس الوزراء الكندي: “لن يكون بناء اقتصادنا سهلاً أو سريعاً، لكنه يتطلب تضحيات من شعبنا. مستقبلنا لن يكون رهينة لقرارات البيت الأبيض.” بهذه الرسالة، وضع كارني كندا على مسار جديد في علاقاتها الدولية، متبنياً رؤية أكثر استقلالية ترتكز على تنمية الشراكات مع أوروبا وآسيا، بعيداً عن الضغط الأميركي المباشر.

تحليل: من تحالف استراتيجي إلى علاقة مضطربة

ما يثير القلق هو أن الانقسام بين كندا وأميركا لم يعد مجرد خلاف اقتصادي ظرفي، بل بات يعكس تصورين متناقضين للعلاقة المستقبلية بين البلدين. ففي حين يرى ترمب أن على كندا أن تدفع “فاتورة القرب”، يصر كارني على أن استقلال القرار الكندي هو الضمان الوحيد لمستقبل بلاده.

هذا التحول يُنذر بإعادة رسم الخريطة السياسية في أميركا الشمالية، حيث قد نشهد انفصالاً تدريجياً لكندا عن الفلك الأميركي التقليدي، وربما انفتاحها بشكل أوسع على تحالفات بديلة، مما سيؤثر في ميزان القوى الاقتصادي والسياسي في المنطقة.

خلاصة:

خطاب كارني لم يكن مجرد إعلان عن موازنة جديدة، بل كان صرخة سيادية في وجه السياسات الأميركية الحالية، ورسالة قوية بأن كندا لن تقبل بأن تكون دولة هامشية تابعة لجارها الأكبر. ومع تصاعد الخطاب العدائي من جانب ترمب، يبدو أن العلاقة بين أوتاوا وواشنطن مقبلة على مرحلة أكثر تعقيداً، حيث يغدو انقسام كندا وأميركا بسبب ترمب واقعاً يفرض نفسه على مستقبل القارة بأسرها.

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com