شهدت الساعات الأخيرة تطوراً لافتاً في مسار المفاوضات الخاصة بوقف إطلاق النار في غزة، حيث وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعوة علنية للرئيس الأميركي دونالد ترمب لحضور مراسم توقيع اتفاق السلام حال التوصل إليه.
الدعوة جاءت خلال كلمة السيسي في احتفال تخرّج دفعة جديدة من طلاب أكاديمية الشرطة، حيث أكد أن حضور ترمب إلى القاهرة سيمنح الاتفاق زخماً دولياً، ويسهم في تعزيز فرص نجاحه على الأرض.
تقدّم نسبي في مفاوضات شرم الشيخ
المفاوضات الجارية في مدينة شرم الشيخ، والتي ترعاها مصر بمشاركة الولايات المتحدة وقطر وتركيا، شهدت في الأيام الماضية تقدماً نسبياً.
فقد تم تبادل قوائم الأسرى والمختطفين بين حماس وإسرائيل، فيما أبدت الحركة استعدادها للتعاطي مع مقترح أميركي يتضمن وقفاً فورياً لإطلاق النار، وانسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من غزة، إلى جانب وضع خطة لإعادة الإعمار تحت إشراف هيئة فلسطينية مستقلة.
ترمب: الاتفاق بات قريباً جداً
من جانبه، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن تفاؤله حيال المفاوضات، قائلاً إن “الاتفاق بات قريباً جداً”، مشيراً إلى احتمال توجهه إلى الشرق الأوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع لمتابعة مسار التوقيع.
وتُعتبر مشاركته المحتملة خطوة قد تعزز الثقة الدولية في تنفيذ الاتفاق، وتمنحه غطاءً سياسياً قوياً من واشنطن.
عقبات وشروط معلّقة
ورغم أجواء التفاؤل، ما تزال هناك عقبات بارزة تعرقل الوصول إلى صيغة نهائية، أبرزها مطلب إسرائيل بنزع سلاح حماس، وهو الشرط الذي ترفضه الحركة إلا في إطار تسوية شاملة بضمانات دولية.
كما تستمر الخلافات حول توقيت انسحاب القوات الإسرائيلية وآليات مراقبة الالتزام بالاتفاق.
حذيرات دبلوماسية وأوضاع إنسانية حرجة
حذّرت أوساط دبلوماسية من أن أي خرق ميداني للتهدئة قد ينسف ما تحقق من تقدم، في وقت تعاني فيه غزة من أوضاع إنسانية مأساوية، تزيد من الضغوط الدولية للتوصل إلى تسوية عاجلة تنهي معاناة السكان.
الأنظار تتجه إلى شرم الشيخ
وبين التفاؤل الحذر والتحديات الواقعية، تبقى الأنظار معلقة على شرم الشيخ وما ستسفر عنه الساعات المقبلة، وسط توقعات بأن يشهد الشرق الأوسط حدثاً مفصلياً إذا ما تم توقيع الاتفاق بحضور السيسي وترمب، في خطوة قد تفتح صفحة جديدة في مسار القضية الفلسطينية وتعيد الأمل بسلامٍ طال انتظاره.
