بوتين يتوعد بمعاقبة كل المتورطين بهجوم كروكوس…

خيّم الحزب على روسيا أمس وأعلن الحداد على ضحايا الهجوم «الإرهابي» على مركز «كروكوس» التجاري في موسكو الذي أوقع العشرات بين قتيل وجريح وأثار إدانات المجتمع الدولي الذي أبدى وحدته مع الشعب الروسي، فيما شددت التدابير الأمنية لاسيما في العاصمة وألغيت العديد من الفعاليات العامة.

وقد توعد الرئيس فلاديمير بوتين بأن «كل منفذي الجريمة ومنظميها ومدبريها سينالون العقاب الحتمي». وقال: لا أحد يستطيع زعزعة أمن واستقرار روسيا. وأضاف ان جميع المهاجمين الذين قبض عليهم كانوا يحاولون الفرار إلى أوكرانيا، حيث تم إعداد «منفذ» لهم لعبور الحدود. وأعلن يوم الأحد 24 مارس يوم حداد وطني.

وقالت وسائل اعلام روسية ان مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف أبلغ بوتين عن «اعتقال 11 شخصا، بينهم 4 إرهابيين، شاركوا في الهجوم» الذي تبناه تنظيم داعش- خراسان.

وذكرت الخدمة الصحفية للكرملين أمس، ان بوتين تبلغ: «اعتقال 11 شخصا، من بينهم جميع الإرهابيين الأربعة الذين شاركوا بشكل مباشر في الهجوم» قرب الحدود الأوكرانية.

وأضافت أن بورتنيكوف أبلغ بوتين كذلك عن عمل الأمن الفيدرالي على تحديد قاعدة المتواطئين مع المنفذين.

جاء ذلك في وقت ارتفعت حصيلة الهجوم الذي وقع في قاعة للحفلات في المجمع إلى 143 قتيلا ونحو 100 جريح على ما أعلنت لجنة التحقيق الروسية، محذرة من أن هذا العدد قد يرتفع أكثر. وأضافت أن هناك أشخاصا توفوا متأثرين بإصابتهم بأعيرة نارية ومن استنشاق الدخان بعدما اشتعلت النيران في المبنى الواقع في ضاحية كراسنوغورسك شمال موسكو.

وأوردت وكالة «تاس»  نقلا عن أجهزة الأمن الروسية قولها «بعد تنفيذ الهجوم الإرهابي، كان المجرمون يعتزمون عبور الحدود الروسية الأوكرانية وكانت لديهم جهات اتصال مناسبة على الجانب الأوكراني». وأضافت انه «تم اعتقال الإرهابيين الأربعة في غضون ساعات قليلة من اعتقال بعضهم عن بعضهم في مقاطعة بريانسك» وتم نقلهم إلى موسكو. وأشارت الأجهزة الأمنية إلى أن «الهجوم تم التخطيط له بعناية، ويجري العمل لتحديد جميع ملابسات الحادث»، مضيفا أن «الأسلحة التي استخدمها الإرهابيون كانت معدة مسبقا في مخبأ».

لكن كييف رفضت الاتهامات الروسية بوجود صلة بين أوكرانيا ومنفذي الهجوم.

وقال المستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك على منصة «إكس» ان «الروايات التي تقدمها الأجهزة الخاصة الروسية في ما يتعلق بأوكرانيا غير مقبولة وسخيفة».

من جهتها، أعلنت لجنة التحقيق الروسية، أن المهاجمين المشتبه بهم استخدموا «أسلحة أوتوماتيكية». وكشف المحققون عبر «تلغرام» أن «الإرهابيين استخدموا سائلا سريع الاشتعال لإضرام النار في قاعة الحفلات التي كان فيها متفرجون». ونشرت تسجيلات مصورة لـ 3 أشخاص على الأقل يرتدون ملابس مموهة يحملون بنادق آلية اقتحموا قاعة الحفلات الموسيقية في المركز وأطلقوا النيران على المدنيين.

ثم وقعت انفجارات لاحقة أدت الى اشتعال النيران في الطوابق العليا من المبنى ما أسفر عن تدميره بشكل شبه كامل.

من جهته، أعلن حاكم منطقة موسكو أندري فوروبيوف، أن البحث عن ضحايا بين أنقاض صالة الحفلات الموسيقية سيستغرق أياما عدة.

وكتب فوربيوف على تلغرام: «يعمل المنقذون 24 ساعة على 24 في الموقع عثر على 20 جثة أخرى تحت الأنقاض. سيستمر العمل لأيام عدة». واصطفت طوابير طويلة أمام بعض مراكز التبرع بالدم في موسكو، كما ظهرت في بعض مواقف الحافلات بالمدينة ملصقات تظهر شمعة مرفقة بجملة «نحن في حداد 22/03/2024»، وهو تاريخ الهجوم. وكان تنظيم «داعش» جناح خراسان الذي ينشط في سورية والقوقاز، شن هجمات على الأراضي الروسية منذ نهاية العام 2010، لكنه لم يتبن أي هجوم بهذا الحجم في البلاد.

وأعلن التنظيم في بيان على تلغرام، أن مقاتليه «هاجموا تجمعا كبيرا  في محيط العاصمة الروسية موسكو». وزعم التنظيم أن مقاتليه «انسحبوا إلى قواعدهم بسلام».

وفي السياق نفسه، قال مصدر في الهيئات الأمنية المختصة، إن الأمن الروسي تلقى معلومات من الجانب الأمريكي حول تحضير هجوم إرهابي لكنها كانت بدون تفاصيل، بحسب ما نقلت وكالة «تاس».

وخلال تعليقه على تصريح الممثلة الرسمية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أدريان واتسون حول نقل معلومات إلى الجانب الروسي عن هجوم إرهابي وشيك، أكد المصدر أنه تم بالفعل تلقي مثل هذه المعلومات لكنها كانت ذات طبيعة عامة، دون أي تحديد أو تفصيل.

وكانت أدريان واتسون قد قالت أمس الأول إن الحكومة الأميركية تلقت في مارس معلومات حول هجوم إرهابي وشيك في موسكو، والذي يمكن أن يستهدف التجمعات الجماهيرية، بما في ذلك الحفلات الموسيقية. وأضافت أنه إلى جانب التحذير العلني للأمريكيين الموجودين في روسيا، أبلغت الحكومة الأميركية هذه المعلومات للسلطات الروسية بموجب سياسة «التحذير الإلزامي» القائمة منذ فترة طويلة.

وكانت السفارة الأميركية في روسيا حذرت مواطنيها قبل أسبوعين من أن «متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك حفلات موسيقية».

لكن الرئيس الروسي رفض تلك التصريحات التي اعتبرها «استفزازية» وقال «يبدو كل ذلك كأنه ابتزاز محض ورغبة في تخويف مجتمعنا وزعزعة استقراره».