والله يعين الناخبين…«خوش مرشحين»..

 

كنت طوال الأيام العشرة من فترة الترشح لمجس الامة احرص على ما هو متوفر بطويل العمر ما غيره -العم النقال- اسمع واشاهد كلام وصور بعض المرشحين، وكنت اشعر وكأنني اشاهد مسلسلاً او مسرحية كوميدية تثير في نفسي الضحك والشفقة عليهم، على ما يتناولونه من كلام ليس له «راس ولا كرياس»، فشر البلية ما يضحك، بل اجزم ان هذا البعض من المرشحين لا يفقهون ما يقولون، خاصة في موقف كهذا يحدد موقف الناخبين منهم، بل حتى لا يعرفون معنى الترشح وابجدياته وادواته المطلوبة امام وسائل الاعلام بالمركز الاعلامي، والحمد لله ان الباب صكوه، والا لكان عرض المسلسل الكوميدي يكشف عن مواقف تعطينا مستوى هذا البعض من المرشحين، واتساءل فقط: كيف لمرشح يتطلع الى الفوز والجلوس في قاعة عبدالله السالم وهو يقول هذه المنطقة وتلك يجب ايقاف التموين عن ساكنيها لأنهم ليسوا في حاجة له؟ والحمد لله ان مواد التموين ليست من ماله الخاص، وآخر يؤكد دعم القبيلة والحضر كلهم معاه -اشدراك؟- وأخبرك مسبقا انني لست معك!.. وثالث جاء بورقة لا ادري من كتبها له وراح يقرؤها، اكثر كلماتها الدستور والدستور، ولو سألته: ما هو الدستور؟ لقال لك: اسأل من كتب هذا الخطاب وانا بريء منه، ومرشح -فلتة- يعلن ترشحه للرئاسة حتى قبل النجاح بالانتخابات، ويؤكد: انا فلان بن فلان، على طريقة «انا ابن جلا وطلاع الثنايا»، وما ينقصني شيء. وآخر يصف الانتخابات بأنها شر، لكنه يؤكد استمرار ترشحه، يا عمي اذا الانتخابات شر ليش تروح للشر وترشح نفسك؟ وخر عن الشر وغني له. ومرشحة عبقرية جاءت تدافع عن الشعب وتحارب من اجل محاربة الغلاء لأن سعر الفطيرة كان بربع دينار وارتفع الى نصف دينار، خوش برنامج انتخابي -ناجحة اكيد-، ثم اذا سعر الفطيرة غالي خليها وعندك عيش التموين ارخص.

هذه بعض المشاهد والحكايات، ولا اقول جميعها، التي تثير الضحك وتطرد عنك النكد وضيقة الخلق من اناس يعيشون حلم الدخول من بوابة مجلس الامة، ولا اقول الجلوس على المقاعد الخضراء، لأن ذلك اشبه بحلم ابليس بالجنة.

معظم النواب السابقين، الذين عادوا الى الترشح، وحتى المرشحين الجدد، بعضهم طبعا، غسلنا ايدينا منهم، بعد الذي سمعناه منهم، ويشعر كل ذي عقل ان ما يسمعه من معظم المرشحين الذي يقفون وراء وسائل الاعلام بالمركز الاعلامي يحاولون تسويق بضاعتهم المنتهية الصلاحية وكأنهم يبيعون الماء بحارة السقايين.

السعي الى الشهرة الفارغة وراء تراكض معظم المرشحين الى الترشح، وهم يعرفون مسبقا انهم سيخسرون الخمسين دينارا بلا فائدة، لكنه عشق الظهور الاعلامي الفاضح لصاحبه، الذي كان عليه ان -يستر- على نفسه «وإذا بليتم فاستتروا».

الدخول في ماراثون الانتخابات ليس مثل الدخول الى «السوبر ماركت» تتجول وتشتري ما تريد ثم تدفع.

طريق المجلس يحتاج الى برنامج انتخابي رصين ومدروس وقدرة على التخاطب والاقناع لكل ناخب، ويحتاج الى جهود يستطيع المرشح من خلالها كسب الناخب وضمان صوته بالمنطق والعقل، لا بالانتخابات الفرعية، او بدفع المقسوم مقابل حجز الجنسية والبطاقة المدنية، اما غير ذلك فلا احد.