«كابوس» غزة… ومخاوف من تنفيذ نتنياهو تهديده بالهجوم على رفح

 

جدد الجيش الاسرائيلي قصفه المكثف وغاراته على قطاع غزه  من شماله إلى جنوبه في سادس أيام رمضان، في وقت أفرغت حمولة السفينة «أوبن آرمز»، وهي الأولى التي تصل غزة عن طريق الممر البحري الجديد من قبرص بالكامل، وفق ما أكدت منظمة «وورلد سنترال كيتشن» (المطبخ المركزي العالمي) أمس.

وقالت المنظمة الخيرية التي تقف وراء المشروع، في بيان إن حمولة السفينة المؤلفة من 200 طن من الأغذية «أفرغت بالكامل ويجري تجهيز المساعدات لتوزيعها في غزة» بعد تحميلها على شاحنات.

وفيما تحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في قطاع غزة المحاصر الذي يضم 2.4 مليون نسمة شرد معظمهم جراء الحرب والدمار، فإن نحو 300 ألف من السكان الذين لم ينزحوا من مناطق الشمال هم الأكثر معاناة من الجوع ونقص الماء وسوء التغذية.

وأضافت المنظمة أنها تقوم بإعداد سفينة ثانية تحمل 240 طنا من المساعدات الغذائية للإبحار إلى غزة من ميناء لارنكا القبرصي، تشمل المعلبات والحبوب والأرز والزيت والملح، إضافة إلى «120 كيلوغراما من التمور الطازجة».

وقالت إنه لا يمكنها إعطاء «معلومات بشأن الموعد الذي سيتمكن فيه قاربنا الثاني وسفينة الطاقم» من الإبحار.

وأوضحت أنها أطلقت اسم «عملية سفينة» على عمليتها التي تنفذها مع الإمارات العربية المتحدة ومنظمة «أوبن آرمز»، بدعم من حكومة قبرص.

وقالت المنظمة إنها تدعو منذ أكتوبر إلى «توفير مزيد من نقاط الوصول إلى غزة أمام المساعدات الإنسانية».

سوء التغذية

وفي حين حذرت الأمم المتحدة مرارا من أن المساعدات التي تنقل بحرا أو تلك التي تلقى من الجو لا تشكل قطرة من حاجات القطاع، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن سوء التغذية ينتشر بسرعة بين الأطفال ويصل إلى مستويات غير مسبوقة في غزة، والمجاعة تلوح في الأفق. وأضافت أن طفلا من كل 3 أطفال دون السنتين في شمال غزة يعاني من سوء التغذية.

من جهته، أكد مسؤول في الأمم المتحدة أن «الأطباء ما عادوا يرون المواليد بالحجم الطبيعي» في غزة، لافتا إلى أن 180 امرأة يلدن يوميا في القطاع المدمر فيما يعانين من الجوع والتجفاف.

وقال دومينيك ألن مسؤول الأراضي الفلسطينية في صندوق الأمم المتحدة للسكان في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من القدس «شخصيا، غادرت غزة هذا الأسبوع وقد انتابني الخوف على مليون امرأة وفتاة، على 650 ألفا (من الإناث) في سن الإنجاب، خصوصا على 180 امرأة يلدن كل يوم».

وتمكن آلن من زيارة مستشفيات لا تزال تقدم خدمات لرعاية الأمهات في شمال قطاع غزة. ونقل عن الأطباء هناك «أنهم ما عادوا يرون المواليد بالحجم الطبيعي، على العكس، وفي شكل مأسوي، فإنهم يرون عددا أكبر من المواليد الذي يقضون بعيد ولادتهم»، متحدثا عن نساء حوامل «أرهقهن الخوف والنزوح مرارا والجوع» والتجفاف.

وتابع ألن «حري بالأمهات أن يحضن اطفالهن بين أذرعهن، وليس في أكياس الجثث».

وقال ايضا «إنه كابوس أكبر من أزمة إنسانية. إنها أزمة للانسانية. (الواقع) أسوأ مما استطيع وصفه، مما تظهره الصور، مما يمكنكم تصوره».

تدمير منزل عائلة

ميدانياً، قتل 36 فلسطينيا على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة، وفق مصادر فلسطينية وشهود عيان.

ونقلت وكالة (شينخوا) عن شهود عيان بأن الطيران الإسرائيلي استهدف بعدد من الصواريخ منزلا لعائلة الطباطيبي غرب مخيم النصيرات، ما أدى إلى تدميره بالكامل وإلحاق أضرار بالمنازل المجاورة.

وقالت مصادر طبية إن الغارة الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 36 شخصا، بينهم أطفال ونساء حوامل جرى نقلهم جميعا إلى المستشفيات.

من جهته، أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ما وصفها بـ«جريمة قتل مكتملة الأركان ترسخ الإبادة الجماعية ضد المدنيين والأطفال والنساء».

وحمل المكتب في بيان الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي وإسرائيل «المسؤولية الكاملة عن تصاعد هذه الجرائم والمجازر بحق المدنيين العزل، ونحملهم مـسـؤولـيـة تـداعـيـات وانعكاسات جرائم الحرب».

هذا، وتتصاعد المخاوف من عملية عسكرية اسرائيلية كبيرة في رفح التي أصبحت الملاذ لمئات آلاف الفارين بعد أن صادق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خطط للقيام بعملية عسكرية هناك.

وقال نتنياهو إن إسرائيل «عازمة على إنهاء المهمة في رفح بعد إجلاء المدنيين».

لكنه أعلن انه ارسل وفدا إلى قطر للتفاوض بشأن الهدنة، وذلك بعد ان أعلنت حركة حماس أنها قدمت للوسطاء تصورا يرتكز على وقف العدوان، وتقديم الإغاثة وعودة النازحين وانسحاب الاحتلال. في حين أكدت إسرائيل أنها تدرس رد الحركة، وأن فريقا إسرائيليا سيتوجه إلى الدوحة لمواصلة المفاوضات.

في غضون ذلك، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر فلسطينية، أن اجتماعا نادرا عقد الأسبوع الماضي بين قيادات من حركة حماس والمتمردين الحوثيين اليمنيين لمناقشة «آليات تنسيق أعمال المقاومة» ضد إسرائيل.