قادة أوروبا: التعاون لتخفيف الآثار الناجمة عن التغير المناخي

(كونا) – أكد عدد من القادرة الأوروبيين أمس الأثنين ضرورة مواصلة التعاون لتخفيف الآثار الناجمة عن التغير المناخي من خلال العمل على تخفيض الانبعاثات والانخراط في مشاريع الطاقة المتجددة.
جاء ذلك خلال فعاليات الشق الرئاسي من الدورة ال27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ (كوب 27) والذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمته ان أوروبا تسعى لخفض انبعاثاتها بنسبة 55 في المائة بحلول عام 2030 مبينا أن الخطة الاوروبية “الاستراتيجية” تعتمد على اليقظة الطاقية والتركيز على الطاقات المتجددة بصورة مستدامة بعيدا عن الوقود الأحفوري.
وأضاف ماكرون “يجب أن نستمر في معركة التخفيف وإخراج اقتصادنا من الفحم وهذا في قلب الاستراتيجية الأوروبية لكل الدول الثرية ويجب أن نساعد الدول النامية على أن تقوم بذلك في أسرع وقت ممكن”.
ونوه بأن الطاقة المتجددة “أقل كلفة وأكثر أمانا وأقل محتوى كربون” مؤكدا ضرورة مساعدة الدول التي لديها مخزون من التنوع البيولوجي سواء بحري أو بري من أجل الحفاظ عليه وتقديم الحلول التي تستند الى الطبيعة لأنها تعمل على احتباس الكربون مثل أشجار المانجروف والمناطق الرطبة والغابات.
ولفت الى أنه بتدمير هذه الطبيعة فإن مخزون كبير من الكربون سيتم إطلاقه في المناخ وهو ما سيعرقلنا عن بلوغ الأهداف.
وأوضح أن الدول الفقيرة تأثرت بالتغير المناخي أكثر من نظيرتها الغنية مشيرا إلى ضرورة تغيير قواعد عمل البنوك الكبري العالمية والمقرضين الكبار.
وأضاف “سنطلب من صندوق النقد والبنك الدولي تقديم حلول من أجل دعم الدول النامية لمواجهة التغيرات المناخية”.
وشدد على ضرورة الخروج من المؤتمر بإعادة تشكيل عميق لآليات التضامن العامة والخاصة معربا عن ثقته في أن (كوب 27) سيحقق ذلك.
ومن جهتها قالت رئيسة سلوفاكيا زوزانا كابوتوفا في كلمتها ان “التزاماتنا الجريئة وكذلك التنفيذ السريع والأفضل للغايات المناخية يجب أن تكون علامة فارقة في هذا المؤتمر” داعية إلى تخفيف الآثار السلبية على المناخ.
وأضافت “اننا بعيدون عن النجاح الجماعي وذلك على خلفية زيادة الانبعاثات العالمية وعلينا أن نحولها إلى خطوات وطنية ملموسة تقودنا للوصول إلى الصافي الصفري”.
وأشارت كابوتوفا إلى أنه “من الواضح أن الأزمة الطارئة المناخية تنتظر انتهاء أزمة الطاقة الحالية” مبينة في الوقت ذاته أن “قصور النظر في الحلول مثل الانتقال من الغاز إلى الفحم سيسرع دمار هذا الكوكب”.
وتابعت “نحن ملتزمون بخطة لإغلاق محطات الفحم في العام المقبل على الرغم من أزمة الطاقة وعلينا التحرك بسرعة صوب طاقة نظيفة ومصادر متجددة”.
وبدروه قال رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز في كلمته خلال القمة إن بلاده خصصت حوالي 30 مليار يورو لدعم مكافحة تغير المناخ.
وأوضح أن اسبانيا ستنتهج خطة استراتيجية تعتمد على الوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050 داعيا الدول إلى عدم التحجج بالأزمة الاقتصادية الراهنة والتخلي عن التزاماتها.
وأشار الى أن آلاف البشر تركوا منازلهم بسبب الأضرار الناجمة عن تغير المناخ مؤكدا ضرورة تجديد العزم على إيجاد حلول تستجيب لتطلعات العالم وتعزيز قدرته في مواجهة الخطر.
ومن جانبه أكد الرئيس السويسري إينياتسيو كاسيس في كلمته ضرورة تضافر الجهود للحد من آثار التغير المناخي ودعم الدول الفقيرة للتكيف على هذه التغيرات.
وأضاف كاسيس أن بلاده التزمت بالتخلص من الكربون وعدم تقديم الحوافز لمصادر الطاقة الأحفورية داعيا الجميع إلى ضرورة تقديم خطة واضحة للابتعاد عن الاستثمار في الطاقة الأحفورية.
ولفت إلى أن “قمة شرم الشيخ مناسبة لطرح برنامج عمل للتخفيف من الانبعاثات الكربونية وإتاحة دعم فعلي للجهود المبذولة وتسريع السياسات المناخية في الدول وجعل الحد من الانبعاثات أداة للحد من آثار تغير المناخ”.
وشدد كاسيس على وجوب وضع حد أقصي لانبعاثات الكربون التي تؤثر في المناخ بحلول 2025 وليس بعدها والالتزام بعدم ارتفاع حرارة الكوكب بأكثر من 5ر1 درجة مئوية.