أشبه بكارثة.. عالم يوثق ظاهرة نادرة لنهر جليدي وهو يمزق نفسه بألاسكا

خلال مهمة علمية إلى ألاسكا في يونيو/حزيران، شاهد عالم مشهداً مهيباً لنهر جليدي خلال ظاهرة وثقها من طائرة هليكوبتر (شاهد مقطع الفيديو أعلاه).

وتوجه عالم الجليد، والأستاذ في جامعة أيداهو، الدكتور تيموثي بارثولوماوس، إلى نهر “تيرنر” الجليدي للقيام بعمل ميداني هدفه فهم الرابط بين تدفق المياه تحت الأنهار الجليدية، والانزلاق السريع، بحسب ما قاله في مقابلة هاتفية مع موقع CNN بالعربية.

ولكن، ما شاهده في الموقع كان مدهشاً.

وفي الفيديو الذي وثقه بارثولوماوس من الجو، يمكن للمرء رؤية النهر الجليدي وهو “يمزق نفسه”، وفقاً لتعبيره.

وقال العالم إنه “يُشعرك بالتهديد، ويوجد طابع بعنف حقيقي فيه”.

ومع أن بارثولوماوس درسها لعشرين عاماً، إلا أنه لم ير نهراً جليدياً ممزقاً إلى هذه الدرجة قط.

وخلال هذه الظاهرة الطبيعية، يتحرك النهر الجليدي بمقدار 40 متر في يوم واحد، ومع أن ذلك لا يبدو كثيراً، إلا أنه سريع جيداً.

وقد يستمر اندفاع الأنهار الجليدية لعام، أو عام ونصف تقريباً.

ويُعد نهر “تيرنر” الجليدي ضمن ما أشار إليه بارثولوماوس بأنها أنهار جليدية من نوع “surge”، أي التي تندفع.

ويُعرف الاندفاع بأنه فترة زمنية يتحرك فيها النهر الجليدي بشكل أسرع بحوالي 10 مرات من المعتاد.

ويقاطع هذا الحدث فترة قد تصل إلى 80 عاماً لم يتحرك فيه نهر جليدي على الإطلاق.

وكان الفريق على دراية بأن نهر “تيرنر” الجليدي يندفع كل 60 عاماً تقريباً، ما شجعهم على تجهيز معداتهم منذ أغسطس/آب من عام 2020، إذ أنهم لاحظوا ظهور علامات بدء الاندفاع.

وبدأ الاندفاع الذي يظهر في الفيديو منذ أبريل/نيسان من عام 2020، وفقاً لما قاله بارثولوماوس.

ولدى عودة الفريق في الموقع في يونيو/حزيران من هذا العام، “كان الأمر أشبه بكارثة، وهو (النهر الجليدي) كان متصدعاً جداً، وهذا ما يُظهره الفيديو”.

حدث طبيعي ولكن نادر في الوقت ذاته
ويُعد اندفاع الأنهار الجليدية أمراً طبيعياً، وأكد بارثولوماوس أنه لا يتعلق بالتغير المناخي.

ولكنه يُعد أمراً نادراً في الوقت ذاته، ويقوم حوالي 1 من بين 100 نهر جليدي بهذا النوع من الاندفاع.

وسيعود الفريق إلى الجبل الجليدي ذاته لتفقد معداتهم، وتجهيزها للشتاء.

وهناك عالم غامض بالكامل تحت الأنهار الجليدية.

وفي الفيديو، ذكر بارثولوماوس أنه يمكن رؤية كيف يبدو الجزء العلوي من الجبل الجليدي، ولكننا لا نعلم كيف يبدو أسفله، وهذا “لغز مثير للغاية لعلماء الجليد”.

وقد يستمر هذا البحث لفترة قد تصل إلى 5 أعوام.