ترمب يقبل رسميًا ترشيحه للانتخابات الرئاسية

قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ترشيح الحزب الجمهوري لولاية ثانية يوم الخميس، مستغلا المناسبة ليشن هجوما عنيفا على منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الثالث من نوفمبر.
وخلال حديثه من الحديقة الجنوبية بالبيت الأبيض رغم ما ناله من نقد لاستخدامه مقر الرئاسة في حملته الدعائية، أكد ترمب على أن فوز بايدن لن يؤدي إلا إلى تفاقم الصراع العرقي وجائحة فيروس كورونا.
وصور ترمب بايدن، وهو سياسي مخضرم يتسم بالاعتدال، على أنه متطرف يساري لن يسوق فوزه الولايات المتحدة إلا إلى مزالق الخطر والفوضى.
وقال ترمب في الليلة الرابعة والأخيرة من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في خطاب تجاوز الساعة “هذه الانتخابات ستقرر ما إذا كنا سنحمي الأمريكيين الملتزمين بالقانون أو ما إذا كنا سنطلق العنان للمحرضين الفوضويين الذين ينتهجون العنف والمجرمين الذين يهددون مواطنينا“.
وأضاف ”لن يكون أحد في مأمن في أمريكا بايدن.“
وعلى الرغم من جائحة فيروس كورونا، ألقى ترمب تصريحاته أمام أكثر من ألف شخص راحوا يرددون هتاف ”أربع سنوات أخرى!“ و ”أمريكا!“
وفي حين يسعى ترمب للحصول على فترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات، فلا يزال يتصرف كدخيل على دوائر السياسة والحكم، وهو نهج أوصله إلى كرسي الرئاسة عام 2016، في أول منصب يتقلده بالانتخاب، على وعد بإنهاء الجريمة والعنف.
وبعد أيام من الاضطرابات والعنف في كينوشا بولاية ويسكونسن، حيث أطلق ضابط شرطة أبيض النار على الأمريكي الأسود جاكوب بليك عدة مرات في ظهره فأصابه بالشلل، سعى الجمهوريون يوم الخميس إلى استغلال الفوضى لصالحهم من خلال الادعاء بأن بايدن سوف ”يوقف تمويل الشرطة“. لكن بايدن رفض ذلك الادعاء.
وإضافة إلى محاولته تصوير بايدن كأداة ”لليسار المتشدد“، شوه ترامب أيضا المواقف السياسية للديمقراطيين بشأن مجموعة من القضايا الأخرى كالهجرة والأسلحة وإنفاذ القانون والإجهاض وإنتاج الطاقة.
وانبرى بايدن إلى تويتر ليرد على ترمب، فكتب يقول ”عندما يقول دونالد ترمب الليلة أنك لن تكون بأمان في أمريكا جو بايدن، انظر حولك واسأل نفسك: ما مدى شعورك بالأمان في أمريكا دونالد ترمب؟“
وخرج مشهد قبول ترمب ترشيح الجمهوريين، من حيث الحضور والأعلام والهتافات، كما لو كان مشهدا تلفزيونيا أعد خصيصا لأول مقدم في تلفزيون الواقع يصبح رئيسا، لكنه يتناقض بشدة مع خطاب بايدن الذي أعلن فيه قبول ترشيح الديمقراطيين الأسبوع الماضي وبثته قنوات التلفزيون من ساحة خالية إلى حد بعيد مراعاة لجائحة كورونا.
ولم يظهر الحاضرون، الذين جلسوا على مقاعد لا تفصلها سوى مسافة بسيطة، أدلة تذكر على التباعد الاجتماعي ولم يضعوا كذلك كمامات على الرغم من توصيات خبراء الصحة. لكن حملة ترمب قالت إنها اتخذت الاحتياطات الصحية المناسبة.
وفور انتهاء الخطاب، انطلقت الألعاب النارية عند نصب واشنطن التذكاري بينما كان الرئيس وعائلته يتابعون، مما أعطى ترمب والمؤتمر صورة ختامية قوية.
ودفعت جائحة كورونا كلا الحزبين السياسيين إلى تقليص مؤتمريهما وجعل الفعاليات افتراضية في أغلبها.

وفي تذكير بالانقسامات في البلاد، كان بإمكان الحاضرين سماع المتظاهرين المناهضين لترمب وهم يرددون هتاف ”لا عدالة.. لا سلام“ في ساحة ”بلاك لايفز ماتر“ القريبة أثناء خطابه.
ولقي أكثر من 180 ألف شخص في الولايات المتحدة حتفهم بسبب فيروس كورونا، وهو ما يزيد على أي دولة أخرى وفقا لإحصاء لرويترز.
ويسعى ترمب، المطور العقاري السابق في نيويورك، إلى تغيير مسار حملته التي طغت عليها إلى حد بعيد تلك الأزمة الصحية التي تسببت في توقف ملايين الأمريكيين عن العمل.
وفي خطابه يوم الخميس ، كرر ترمب تأكيده أن الصين هي المسؤولة عن الوباء ووعد بإعادة بناء ما أطلق عليه الجمهوريون ”أعظم اقتصاد“ في التاريخ.
لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن معظم الأمريكيين أصيبوا بخيبة أمل من طريقة تعامله مع الجائحة التي قلل من أهميتها لأسابيع.
ورغم أن نسبة التأييد لترمب بين الجمهوريين لا تزال مرتفعة، تزداد أيضا الانشقاقات ضده من داخل الحزب. فقد ذكرت صحيفتا نيويورك تايمز وبوليتيكو أن ثلاثة رسائل مفتوحة تنشر يومي الخميس والجمعة تتضمن حصول بايدن على تأييد أكثر من 160 شخصا ممن عملوا مع الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش أو مع المرشحين الجمهوريين السابقين للرئاسة جون مكين وميت رومني.