«الخارجية»: ما قامت به مذيعة قناة «العربية» خطأ جسيم.. يجب تصحيحه

أثارت محاولة مذيعة قناة العربية سارة الدندراوي مقدمة برنامج تفاعلكم، إقحام الكويت وشعبها في قضايا لا علاقة للبلاد بها، ردود فعل غاضبة سواء على المستويين النيابي والحكومي أو على المستوى الشعبي.
ولاقت إساءة مذيعة قناة العربية موجة استنكار واسعة بمواقع التواصل الاجتماعي في الكويت والسعودية على حد سواء، وعاصفة من التعليقات الرافضة لمثل هذا الطرح، بعدما حاولت الزج باسم الكويت في ختام تقرير لها يتحدث عن «تخفيض أسعار الخمور بنسبة 30% في الدوحة قبل كأس العالم 2022» – بحسب التقرير – حينما قالت :«ننتظر تعليقات أصحابهم في الكويت على الكرم القطري».
ودشن نشطاء مواقع التواصل في الكويت هاشتاغ بعنوان «#سارة_ظرنطاوي» والذي تصدر موقع تويتر ردًا على ما جاء على لسان مذيعة قناة العربية خلال البرنامج، كما برز اسمها أيضا بين أبرز 5 أوسمة يتم تداولها في المملكة العربية السعودية.
واعتبر نشطاء مواقع التواصل كلام الدندراوي يسيء للعلاقات وهو غير مقبول تمامًا، وقالوا إنه يهدف إلى الزج بالكويت في قضايا خارجية لا تعنيها ولا داخل لها بها، وتهدف في الأساس إلى جر الكويت لصف طرف دون الآخر وتغيير موقفها الحيادي بالمنطقة، وهو ما يزيد الشقاق ولا يسهم في لم الشم الخليجي وحلحلة الأزمة الراهنة.
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية أن ما بدر من مذيعة قناة العربية يعد خطأ جسيمًا يستوجب أن يبادر القائمون على القناة إلى تصحيحه لا سيما أن الكويت عملت وستواصل عملها من أجل رأب الصدع الخليجي.
وقال نائب وزير الخارجية في تصريح للصحفيين على هامش حضوره احتفال السفارة الفرنسية بمناسبة عيد بلادها الوطني إن القائمين على وزارة الإعلام أصدروا بيانا حدد الموقف من الكلام الذي حمل إساءة إلى الكويت في حين تواصل المسؤولون في الوزارة مع مكتب العربية لدى البلاد ومع المسؤولين عن القناة في هذا الخصوص.
ورأى أن هذا العمل وهذا الخطأ الجسيم لا ينسجم ولا يتفق على الإطلاق مع مصداقية وموضوعية قناة العربية ونعتقد بأن ماحدث هو خدش للمصداقية والمهنية لقناة كبيرة مثل العربية، مردفا بالقول “ما هكذا تكافأ الكويت على جهودها في تحقيق الوحدة الخليجية والتماسك بين ابناء دول مجلس التعاون”.
وذكر أن «الكويت تبذل جهودا متواصلة وتدعو باستمرار لوقف هذه الحملات الإعلامية وألا ندفع بهذه الحملات لأن تسيئ وتمس علاقاتنا الأخوية في دول مجلس التعاون»، وشدد على أن اقحام الكويت بهذا الموقف أمر خاطئ وغير مبرر ومرفوض.
وفي السايق، أصدرت وزارة الإعلام بيانًا أعربت فيه عن رفضها لاقحام الكويت بقضايا إعلامية لا دخل لها فيها، مشيرة إلى أن ما قامت به مذيعة قناة العربية يحمل إساءة بالغة غير مقبولة تجاه الكويت وشعبها.
وأكدت الوزارة أن الكويت سعت وتسعى دائماً إلى وحدة الموقف الخليجي وتجاوز الخلاف بين الأشقاء كما دعت دائمًا إلى وقف الحملات الإعلامية لما تمثله من مساس بالعلاقات الأخوية بين أبناء دول المجلس وتأثير سلبي مباشر على روح تلك العلاقة.
وأشارت في البيان إلى حرص الكويت على النأي بنفسها عن أن تكون طرفاً في تلك الحملات وشددت على أنها قد قامت ‏بإتخاذ إجراءاتها الداخلية المعتادة بالتواصل مع المسؤولين في قناة العربية ومكتبها في الكويت وطالبتها بتصحيح الخطأ وتداركه فوراً.
وأكدت الوزارة في الوقت ذاته على أن الكويت تحترم حرية التعبير والعمل الإعلامي المهني لا سيما الذي يسعى إلى تقريب وجهات النظر وتحقيق وحدة الصف الخليجي.
نيابيًا، استنكر عدد من أعضاء مجلس الأمة ما ورد على لسان مذيعة قناة العربية، معتبرينه خروج عن المهنية وتطاول على الكويت، كما طالبوا باتخاذ الإجراءات القانونية حيالها، مؤكدين في الوقت نفسه على أن الكويت ستظل محافظة على دورها الحيادي ومساعيها الرامية إلى حل الخلاف الخليجي.
ومن جانبه، قال نائب مجلس الأمة د. عبدالكريم الكندري، إن اقحام قناة العربية للكويت بشكل وصفه بـ «الوقح» في موضوع لا يمت للبلاد بأي صلة هو تجاوز مرفوض يستوجب الرد من الحكومة.
واعتبر الكندري ما ورد بالبرنامج محاولة بائسة لاقحام الكويت بالخلاف الخليجي رغم وضوح موقفها منه منذ البداية، موجهًا الشكر للمواطنين لتصديهم كالعادة لمثل هذه التجاوزات.
بدوره، قال النائب محمد براك المطير إنه «إذا لم يغلق مكتب قناة العربية ويطرد موظفيها من الكويت خاصة بعد تمادي مديرها.. فدور الانعقاد القادم سيكون حافلًا تجاه رئيس الوزراء وحكومته.. حتى يفهم معنى الوطنية والكرامة».