الإعلام: آلية لتطوير الرقابة على الكتب

قال الوكيل المساعد لقطاع المطبوعات بوزارة الإعلام محمد العواش أمس الأربعاء إن لدى الوزارة طموحات كبيرة لتطوير آلية الرقابة على الكتب وذلك عبر عدة خطوات تستهدف التطوير.
جاء ذلك في تصريح أدلى به العواش لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش الندوة التي نظمتها رابطة الأدباء الكويتيين تحت عنوان (الرقابة بين آمال المبدع واشتراطات الواقع) بمشاركة عضو مجلس الأمة الدكتور عودة الرويعي والمحامي الدكتور نواف الياسين والروائي عبدالله البصيص.
وأضاف أن وزارة الإعلام تخطو خطوات تجاه عملية التطوير منها تنظيم دورات تدريبية خاصة بالحصول على “رخصة الرقيب” والتي ستبدأ الأسبوع المقبل بمشاركة 40 فردا وتستمر لمدة شهر.
وأشار إلى الحرص على الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالجانب الثقافي والأدبي مثل رابطة الأدباء الكويتيين وكلية الآداب في جامعة الكويت والمعهد العالي للفنون المسرحية فضلا عن استقطاب المعنيين من كبار الأكاديميين للمشاركة في عملية الرقابة.
وأفاد العواش بأن وزارة الإعلام لديها رؤية للتحدث مع كافة التيارات الموجودة في المجتمع والاستماع إليها لتطوير عمل الوزارة فيما يخص الرقابة على المطبوعات.
وشدد على أن وزارة الإعلام تحترم الكتاب والآراء بتعدداتها واختلافاتها لكنها لا تملك إلا أن تطبق قانون المطبوعات والنشر الذي أقره مجلس الأمة عام 2006.
وأعرب عن استعداد الوزارة للتعاون والاجتماع مع من يهمه الأمر إن كانت هناك نوايا تخص تعديل هذا القانون أو بعض المحاذير بهدف التوصل إلى حل مرض ونقطة مشتركة تحقق الصالح العام.
وخلال حديثة في الندوة قال العواش إن “من أهم أهداف وزارة الإعلام رعاية الفكر وتشجيع الأدب والثقافة والفن” مبينا أن “منع الوزارة لبعض الكتب يأتي كونها تطبق القانون الذي أقر في 2006 بواقع 42 صوتا من إجمالي عدد الأعضاء أي بموافقة الأغلبية ولا يجب أن تلام على تطبيق القانون”.
وأضاف أن دولة الكويت بها مساحة حرية كبيرة وينعكس ذلك على الصحافة والمطبوعات فيها مشيرا إلى الترتيب المتقدم الذي تشغله الصحافة الكويتية في المنطقة العربية.
وأوضح أن “الأصل في القوانين وفي الرقابة الإجازة لا المنع” مبينا أنه “في الفترة من بداية 2017 حتى سبتمبر 2018 تم منع 700 كتاب فقط من أصل 3600 كتاب”.
وبين العواش أن “هناك لجنة تظلمات وللكاتب الحق للتقدم ليتم النظر في كتابه مرة أخرى”.
بدوره قال عضو مجلس الأمة الدكتور عودة الرويعي خلال حديثة في الندوة إنه يرى أن “كل مصنف يفترض أن يكون مجازا إلا ما من شأنه أن يهدد المجتمع أو فيه خطر عليه” مؤكدا أن “القضاء هو الفيصل في هذا الأمر”.
وأضاف الرويعي أن حرية التعبير من حرية التفكير ولا يجب أن تكون هناك أية قيود على التفكير مؤكدا أهمية احترام اختلافات التفكير وثقافات الآخرين.
وأفاد بأن للمجتمع المدني دورا في عملية التشريع وأن مشاركته مرحب بها من خلال التواصل مع أعضاء مجلس الأمة أو من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بالمجلس.
من جهته اعتبر المحامي نواف الياسين أن “القوانين في الكويت لا تخالف القوانين في الدول المتقدمة وبخاصة أوروبا وأمريكا لكن المفاهيم هي التي تختلف”.
وأشار الياسين في حديثة خلال الندوة إلى وجود آداب عامة يجب مراعاتها لحماية أمن المجتمع والحفاظ عليه مبينا أن “تفاوت الآداب ما بين البلدان يحدد الاختلاف”.
وقال إن مفهوم الآداب العامة في الغرب وفي الشرق “لم يعرف” وأن المحاكم تعطينا السياق العام للقوانين كمراعاة الأخلاق والآداب لكن تلك المفاهيم تختلف من بلد لآخر ومن شخص لآخر وهي متغيرة بمرور الزمن.
ورأى أن تعريف تلك المفاهيم أوكلت إلى المحاكم وأن القاضي هو الذي يحدد وفقا للمجتمع والنظام والآداب العامة فيه مشيرا إلى أن المصنفات في الكويت تتعرض للرقابة المسبقة ويجب أن تودع في مكتبة الكويت الوطنية كما يجب أن تنال الموافقة حتى يتم نشرها إلا أنه في دول أخرى فكل المصنفات موافقة للقانون حتى يثبت العكس أي أن الرقابة تكون “لاحقة”.
من جانبه قال الروائي عبدالله البصيص في حديثة إن المنع والرقابة في عصر الإنترنت والتكنولوجيا “شكلي فقط” فمن يريد الحصول على كتاب يستطيع ذلك إلكترونيا.
وأضاف أن منع الكتب يساعد على قرصنتها وبالتالي ضياع الحقوق الأدبية للكاتب مبينا أنه يؤيد “الرقابة والمنع في حالات معينة”.
وقدم البصيص عددا من الحلول منها تحويل الكتب الأدبية إلى لجنة رقابية تابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كمؤسسة مختصة في الشؤون الثقافية وتشكيل لجنة رقابية معنية.
وطالب البصيص بزيادة عدد الرقباء من 12 إلى 50 رقيبا وما فوق وحمايتهم من المساءلة القانونية وزيادة عدد لجان الرقابة وإلغاء آلية التقرير وإرسال الكتاب نفسه دون اجتزاء وإلزام اللجنة بقراءة الكتاب والحكم عليه.
وشدد على ضرورة إطلاع المؤلف على أسباب منع كتابه حتى يتجنبها في الطبعة اللاحقة.
بدوره قال الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي ل(كونا) إن تلك الفعالية تأتي كانطلاقة للموسم الثقافي للرابطة للعام (2018 -2019) والذي يشمل ندوات ثقافية وأمسيات شعرية وسردية بمشاركة نخبة من الأدباء والمثقفين.
وأضاف الرميضي أن هناك ندوة في كل يوم أربعاء كما ستنظم الرابطة فعاليات متنوعة منها أنشطة (نادي سين السينمائي) في كل يوم سبت على أن تنظم كل يوم إثنين لقاء منتدى المبدعين الخاص بالشباب أصحاب المواهب الأدبية.