مغربية تنال لقب «ملكة جمال عاملات النظافة».. لعام 2018

لم يمض على انخراط الشابة سناء معطاط في شركة التنظيفات التي تعمل بها إلا تسعة أشهر، غير أنها تمكّنت بفضل تفانيها وانضباطها في العمل من إحراز لقب “ملكة جمال عاملات النظافة لسنة 2018″، وهو خبر غمر قلبها بالفرحة، ودفعها لمواصلة رحلة كفاحها إلى جانب أكثر من 400 عاملة بالشركة في مدينة سلا، أجبرتهن الظروف على كسب قوت يومهن من عرق جبينهن.

وتقرّ الشابة المغربية، بأنّ نيلها للقب ملكة جمال عاملات النظافة لـ 2018، كان مفاجأة سارة لها، أعادت إليها الاعتبار كامرأة، ومدتها بالطاقة الكافية، خاصة أن زوجها عاطل عن العمل، وهي التي تعيل أسرتها وتتحمل مصاريف تمدرس طفليها.

تقول سناء إنّ هذا التتويج الذي تزامن واليوم العالمي للمرأة، هو تكريم لها ولكل النساء المكافحات، خاصة عاملات النظافة اللواتي شمرن عن سواعدهن في مهن شريفة، إلى جانب مساهمتهن في تنظيف شوارع بلادهن، “إنه تشريف أعتز به وأشكر الشركة التي رشحتني ورأت أنني أستحق أن أكون ملكة جمال”.

واختيرت سناء “ملكة جمال عاملات النظافة” بمبادرة من مجموعة شركة أوزون المغربية للنظافة والبيئة والخدمات، في احتفالية لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، بحضور العديد من الشخصيات، إلى جانب عاملات النظافة المكرمات، كما توضح مسؤولة التواصل والإعلام في الشركة خديجة تشوت.

وتوضح تشوت: “فكرنا في مبادرة إنسانية للاحتفال بعاملات النظافة والاعتراف بمجهودهن الجبار في مجال كان إلى وقت قريب حكراً على الرجال، وأيضاً في ترسيخ تقليد سنوي بتتويج ملكة جمال منهن، فوقع الاختيار على سناء معطاط بناء على مجموعة من المؤهلات التي ارتأت اللجنة أنها تتوفر في هذه الشابة وتنسجم مع شعار الشركة جمال ونظافة، فإلى جانب جمال المظهر، كان إتقان العمل والانضباط فيه عاملاً مهما”.

وتشير تشوت إلى أنه تمت ترقية الشابة، وتوفير عمل لزوجها داخل نفس الشركة، وتغيير ساعات عملها في الفترة المسائية عوض الفترة الصباحية التي ستكون من نصيب زوجها.

ولا تخفي سناء، وهي من مواليد 1992، بمدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط، أنها عاشت طفولة قاسية بعيداً عن حضن وحنان والدها، في الوقت الذي تحملت فيه أمها مسؤولية إعالتها ورعايتها إلى جانب شقيقها، ظروف كان لها تأثير كبير على مسار حياتها، ودفعها إلى مغادرة الدراسة في المرحلة الإعدادية، والبحث عن عمل.

تقول: “لم تساعدني ظروفي الاجتماعية، على استكمال تعليمي، رغم أن حلمي كان كبيراً جداً، كنت أحلم أن أصبح طبيبة، وأنتشل والدتي من الفقر، ومن الحي الصفيحي الذي فتحت فيه عيني على الدنيا، وأن أعوضها عن كل الحرمان الذي عاشته، لكن وجدت نفسي مضطرة للعمل من أجل المساعدة في المصاريف، قبل أن أتزوج وعمري لا يتجاوز 19 عاما”.

هذه الظروف الاجتماعية القاسية، دفعت سناء إلى الاشتغال في شركة للخياطة مدة 5 سنوات، ونيل دبلوم فيها، قبل أن تغادرها نحو شركة أوزون للنظافة والبيئة والخدمات التي تقول إن العمل فيها ضمن لها مورداً ثابتاً ومكنها من توفير حاجيات طفليها من مأكل ومشرب وملبس”.

تضيف: “أعمل 8 ساعات، أغادر بيتي حوالي الخامسة صباحاً من كل يوم، أقصد العمل متسلحة بالإرادة والعزيمة، لا أفكر سوى في مستقبل أبنائي، وتحسين وضعنا الاجتماعي”.

وتتابع: “أحمل على عاتقي مسؤولية رعاية أبنائي وإعالة أسرتي، في البيت أكون أماً وزوجة، وخارجه أكون عاملة النظافة التي تحب عملها، وتتعلم منه معنى الصبر والتضحية”.

وتنفي سناء في حديثها تعرضها لأي نوع من أنواع التحرّش لدى مزاولة عملها في كنس وتنظيف الشوارع، “الحمد لله لم يحدث أن تعرضت لأي نوع من التحرّش اللفظي أو المعنوي، أو مضايقات من المارة، بل على العكس أرى في عيون الكثيرين نظرات احترام وتقدير، وهذا ما يشجعني على العطاء أكثر”.