ذهبت الوعود.. وبقي الإيقاف !!

“أبشركم بانه تم سد الفجوة مع الفيفا وان شاء الله قريبا سنرى الازرق في المحافل الدولية” خالد الروضان .. ” المفروض الان ان يتم رفع الايقاف مؤقتا بناء على خارطة الطريق التي توصلنا لها مع الفيفا” احمد الفضل .. ” رفع الايقاف قريبا ” سعدون حماد .. هذه الجمل على التوالي اطلقها وزير الشباب خالد الروضان والنائب احمد الفضلي والنائب سعدون حماد ، بعد الكشف عن وجود اتصالات سرية مع الفيفا بوساطة قطرية اثمرت على حد ادعاءات الثلاثة عن موافقة الفيفا على مسودة مشروع قانون رياضي جديد ينهي ازمة الايقاف.

ولذلك ارتفع سقف الآمال لدى الشارع الرياضي لاسيما وان المكتب التنفيذي للفيفا كان قريبا من الالتئام في مدينة كلاكوتا الهندية يومي ٢٧ و٢٨ اكتوبر ، ولعل تصريح النائب الفضل كان الابرز في بث الامل بنفوس الكويتيين كونه تحدث عن خارطة طريق طريق مع الفيفا وتاكيده على ان هذه الخارطة ستؤدي لرفع ايقاف مؤقت عن الكويت .

انتهى اجتماع المكتب التنفيذي للفيفا أمس السبت ، وانتهت معها كل الامال وانكشف للشارع الرياضي ان هذه الوعود قد تلاشت هباء منثورا، بعد اعلان رئيس الفيفا انفانتينو في مؤتمر صحفي عالمي ” الايقاف مستمر والكويتيون يعرفون ان رفع الايقاف ممكن ان يتم في دقائق متى ماتم تنفيذ مطالب الفيفا الثلاثة “.

هذه الكلمات من رئيس واحدة من كبرى المنظمات الرياضية الدولية ليست بجديدة ، فالفيفا واللجنة الاولمبية الدولية اعلنوا في اكثر من مناسبة ان رفع الايقاف له طريق واحد مساره محدد بتنفيذ الشروط الثلاث ” تعديل القانون – عودة مجالس الادارات – سحب القضايا ” ، لكن الجديد هو ان انفانتينو كان يرد وبشكل غير مباشر على كل من روج لمسألة قرب رفع الايقاف والتواصل مع الفيفا ووجود خارطة طريق ، وكل من باع الوهم ولازال يبيع للشارع الرياضيس استغفالا واستهزاءا بكافة العقول دون رادع او وازع وطني او اخلاقي ، ليبقى في الافق سؤال مهم ” من يحاسب هؤلاء؟!

المشكلة ان هؤلاء من باعوا الوهم للشارع ولم يحترموا العقول لازالوا يبررون للشارع ويعتقدون بامكانية استمرار استغفالهم ، فبعد ان بددت كلمات انفانتينو بشراهم ووعودهم ، بدأوا بالبحث في عقل الشيطان لاستدراج الشارع لخطة جديدة تبرر اقوالهم وتطيل امد الازمة اكثر فاكثر للحفاظ على اجندتهم او اجندة من يعملون بالانابة عنه ، الخطة الجديدة وهي الخطة ب وهناك بالتاكيد خطة ج و د ، تقوم على الاتكاء على الانتخابات التي ستجرى باتحاد الكرة نهاية الشهر الجاري وهي الانتخابات التي اعلن الفيفا مسبقا رفضه لها في اكثر من كتاب .

الخطة تقوم على ان يروج اليوم بان الفيفا تكلم عن تنفيذ مطالبه الثلاثة ، ونحن من جهة تعديل القانون لدينا موافقة من الفيفا على ذلك ( لم نر اي كتاب من الفيفا بالموافقة ) اما من جهة عودة المجالس فان الجمعية العمومية السلطة العليا انتخبت مجلس جديد ، وتبقى سحب القضايا وليس لدينا مانع “.

وبالطبع سيقول هؤلاء ان عدم اعتراف الفيفا بالانتخابات لايمكن الاعتداد به وعلينا انتظار كونغرس الفيفا في مايو المقبل للتصويت على الامر ، وفي نفس الوقت يقوم الاتحاد المنتخب الجديد باللجوء الى كاس ، ولكم ان تتخيلوا كم الوقت الذي سيكسبونه في اطالة امد الازمة وحجم الاستغفال الذي يمارس ضد الشارع الكويتي ، دون اية اعتبارات للضرر الذي سيلحق بالشباب الرياضي والكويتي بشكل عام ، وذلك لعدة اعتبارات ، اولها ان الانتخابات التي ستجرى ليست مخالفة للقانون الكويتي بل انها مخالفة للنظام الاساسي المعمول به ولتعليمات وقرارات الفيفا مايلزم معه القول بمخالفة المادة ١٤ من النظام الاساسي للفيفا بشأن التزامات اعضاء الفيفا بقرارات وتعليمات الفيفا ، ومثل هذه الحتمية القائمة تستدعي القول بان لا الفيفا ولا محكمة كاس ستأخذ بهذه الانتخابات ، اذا مالذي يستفيده المروجون للبشرى المزعومة في الشارع الرياضي؟

الشيء الوحيد المستفاد هو اطالة امد الازمة والحفاظ على السيطرة على الاندية من خلال اقرار قانون الخصخصة، وعدا ذلك فإن ما يبشرون به هو الوهم فقط والمستفيد التاجر المتربص بالاستحواذ على املاك الدولة عبر خصخصة الاندية .. ولاعزاء للرياضة والرياضيين!!