بروكسل – تتسع الهوّة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد سلسلة من الإجراءات الأوروبية ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة، تزامنت مع نشر واشنطن استراتيجية أمن قومي جديدة حملت عبارات اعتُبرت مهينة لأوروبا ومقلّلة من مكانتها.
وفي الأسبوع الماضي، فتحت المفوضية الأوروبية تحقيقات لمكافحة الاحتكار ضد غوغل وميتا، وفرضت غرامة قياسية بقيمة 120 مليون يورو على منصة X التابعة لإيلون ماسك بموجب قانون الخدمات الرقمية. وردّت واشنطن بانتقادات حادة، إذ اعتبر وزير الخارجية ماركو روبيو الغرامة “هجوماً سياسياً على الشركات الأمريكية”.
في المقابل، أثارت استراتيجية الأمن القومي الجديدة للولايات المتحدة صدمة أوروبية واسعة، بعد أن خصّصت للقارة صفحتين فقط، محذرة من “احتمال اندثار حضاري في أوروبا”، ومشيدة بأحزاب اليمين المتطرف التي وصفتها بـ “الوطنية”.
ويرى محللون أن الخلاف لم يعد تكنولوجياً واقتصادياً فحسب، بل بات صراعاً قيمياً واستراتيجياً يعيد تشكيل التحالف عبر الأطلسي. ويؤكد خبراء أن أوروبا تتجه اليوم نحو تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية عبر رفع ميزانيات الدفاع ودعم صناعاتها التكنولوجية، وتقليل اعتمادها على واشنطن.
ويحذّر معهد الدراسات الأمنية في الاتحاد الأوروبي من أن القارة لا تواجه “خلافاً عابراً”، بل “مرحلة تنافس طويلة” تتطلب بناء قوة اقتصادية ودفاعية مستقلة قادرة على حماية مستقبلها السياسي والأمني.
اقرأ ايضًا:
أوكرانيا تستهدف ناقلة نفط روسية بزوارق مسيرة في البحر الأسود

