سبانيا.. إضراب نسوي عام للمرة الثانية في يوم المرأة العالمي

كونا – للعام الثاني على التوالي تشهد إسبانيا اليوم الجمعة إضرابا نسويا بمناسبة يوم المرأة العالمي للمطالبة بالمساواة الحقيقية في الحقوق والفرص بين الرجال والنساء.

وللمرة الثانية في تاريخ إسبانيا دعت المنظمات النسوية إلى إضراب قانوني يحظى بتغطية نقابات العمال المختلفة ويمتد إلى أربعة مجالات هي العمل والاعمال المنزلية والاستهلاك والدراسة. 

ومن المقرر ان تخرج مسيرات حاشدة في شتى المناطق والمدن الاسبانية هذا المساء تحت شعار (إذا توقفنا يتوقف العالم) لتسليط الضوء على الاضطهاد والتمييز بحق المرأة واستمرار عدم المساواة والعنف في شتى المجالات. 

ودعت ما يسمى (لجنة 8 مارس) التي شكلتها المنظمات النسوية المختلفة العام الماضي إلى الاضراب عن الرعاية والأعمال المنزلية أو اصطحاب الأطفال إلى المدارس والاضراب عن العمل وعن شراء الخدمات والسلع لزيادة الوعي بالدور الذي تقوم به النساء في تلك المجالات. 

كذلك دعت اللجنة إلى الاضراب الكامل في قطاع التعليم لاسيما في المدارس والجامعات معتبرة ان النظام التعليمي هو الفضاء الرئيس الذي يتم فيه “استنساخ النظام الرأسمالي والبطريركي الراهن” فيما دعت الرجال إلى الانضمام إليه أيضا وتسهيل مشاركة النساء فيه.

واستعرضت اللجنة في بيان أصدرته بهذه المناسبة نحو 200 سبب للاضراب النسوي منها التنديد بالعنف ضد المرأة بجميع أشكاله وزيادة الميزانية لمكافحة العنف الذكوري لاسيما ان 47 امرأة قتلن على أيدي شركائهن أو أزواجهن خلال عام 2018 وفق بيانات وزارة المساواة الاسبانية. 

وينصب التركيز بشكل خاص على وضع المرأة في سوق العمل والفجوة في الأجور حيث تؤكد نقابات العمال ان النساء يتقاضين ما يصل إلى 17 بالمئة أقل في الساعة الواحدة مقارنة بالرجال. 

ويؤكد البيان حق المرأة في العدالة الاجتماعية والعمل الشريف والسكن والصحة والتعليم فيما أولى اهتماما خاصا بمناهضة العنصرية وتوظيف قضايا الهجرة كسلاح سياسي وايديولوجي.

ويقول البيان “ننضم إلى الدعوة العالمية للمرأة التي بدأت في البرازيل والولايات المتحدة وإيطاليا والهند وأماكن أخرى ضد ردود الفعل البطريركية للنهوض بالمرأة والحصول على حقوقها ومواجهة اليمين واليمين المتطرف الذين يتخذون من النساء والمهاجرين هدفا أساسيا لهجومهم النيوليبرالي والعنصري والبطريركي”.

ودعت جميع نقابات العمال الاسبانية إلى التوقف عن العمل مدة ساعتين على الأقل فيما أعلنت تغطيتها للاضراب على مدار 24 ساعة.
ويحظى الاضراب بتأييد الحكومة الاشتراكية وستشارك فيه نائبة رئيس الوزراء وزيرة المساواة كارمن كالفو ووزيرة الصناعة رييس مارتو من بين أعضاء آخرين في الحكومة. 

وأعلن الحزب الشعبي المحافظ المعارض انه لن يؤيد الاضراب أو يشارك في المظاهرات المرتقبة عازيا ذلك إلى احتجاجه على البيان الرسمي الذي أصدرته اللجنة المنظمة للاضراب والتي ذكرت فيه مناهضتها لقوى “اليمين واليمين المتطرف” فيما اعتبر ان الأحزاب اليسارية “المتطرفة” احتكرت الدعوة وسيست يوم المرأة العالمي.

وتضمن وزارة التنمية الاسبانية توفير الحد الأدنى من الخدمات في القطاعات الأساسية مثل القطارات التي ستوفر 33 بالمئة من الخدمات على مدار اليوم علما بان شركة القطارات الإسبانية أعلنت الغاءها 224 رحلة متوسطة وبعيدة المدى في حين ستوفر بقية وسائل النقل في المدن 50 بالمئة من الخدمات فيما سيتم ضمان 38 بالمئة من حركة النقل الجوي الداخلي و100 بالمئة من الرحلات الجوية إلى الخارج.