أبرز المباريات العالمية

يلتقي منتخبا أستراليا وسوريا في «موقعة فاصلة» للحصول على بطاقة التأهل إلى الأدوار الإقصائية، وتبدو الحسابات واضحة، حيث يلعب «الكنجارو» على فرصتي الفوز أو التعادل، لتأمين موقعه في المركز الثاني بالمجموعة الثانية ومرافقة الأردن، فيما لن يكون هناك بديل لسوريا سوى الفوز من أجل التأهل.
ويدرك منتخب أستراليا أن الخسارة تعني دخوله في حسابات أفضل أصحاب المركز الثالث، ورغم ذلك فإن حامل اللقب يفضل تحديد مصيره بيده، وتجنب دخول «المتاهات»، كما أن سوريا في حال التعادل فإنه يدخل تلك «الحسبة» أيضاً لكن حظوظه تصبح ضعيفة فيها، وهو ما يعني اللعب من أجل الفوز فقط، والتفكير في ذلك أولاً وأخيراً.
سوريا قامت بخطوة رد فعل، من أجل إعادة الروح للمنتخب، من خلال إقالة المدرب الألماني بيرند شتانجه، وتعيين المواطن فجر إبراهيم، حيث يعول المنتخب على قرب المدرب المحلي من اللاعبين، وقدرته على استخراج أفضل قدراتهم في المباراة التي يريد فيها رد اعتباره، بعدما اكتفى بالتعادل مع فلسطين، وخسر أمام الأردن، وتقديم صورة مغايرة، جاءت أقل كثيراً من سقف الطموحات المعلن عنها قبل انطلاق النهائيات.
من جانبه، استعاد منتخب أستراليا توازنه بالفوز على فلسطين بثلاثية في الجولة الماضية، وهو يسعى لمصالحة جماهيره، من خلال الفوز مرة أخرى أمام سوريا لكسب الثقة، قبل دخول الأدوار الحاسمة، حيث اهتزت صورة المنتخب بعد الخسارة أمام الأردن في بداية المشوار.
والتقى المنتخبان في مباراتين فاصلتين بالدور الحاسم المؤهل إلى كأس العالم «روسيا 2018»، ووقتها انتزع «الكنجارو» بطاقة الصعود، بعد سيناريو مثير حبس الأنفاس، وهو ما يجعل منتخب سوريا يتطلع إلى الثأر من منافسه.

فجر إبراهيم: حامل اللقب ليس مرعباً وقابل للخسارة
شدد فجر إبراهيم، المدير الفني لمنتخب سوريا، على أن منافسه الأسترالي محترم وصعب، لكنه في الوقت نفسه قابل للخسارة، كما ظهر ذلك أمام الأردن، مشيراً إلى أن فريقه يلعب من أجل الدفاع عن حظوظه بالتأهل إلى الدور الثاني لنهائيات كأس آسيا، دون تفكير بما يسمى الثأر من تصفيات كأس العالم، وغيره من الأمور البعيدة عن البطولة الحالية.
وبدأ فجر إبراهيم المؤتمر الصحفي أمس، بالإشادة بلاعبه عمر السومة، حيث كشف عن أنه تنازل عن شارة قيادة المنتخب، وتحمل المسؤولية رفقة جميع زملائه، في إطار إحساسه بالمسؤولية الكبيرة تجاه وطنه، فيما لم يتم الاستقرار على هوية القائد الجديد، وثقتنا قائمة بجميع اللاعبين، ولا تهمنا من يحمل شارة القيادة، وهدفنا إسعاد الشعب السوري.
وأكد فجر إبراهيم أنه استهل مهمته سريعاً مع الفريق، بحكم معرفته باللاعبين، منذ أن كانوا في الفئات السنية، ويرى أن المجموعة الحالية تملك القدرة اللازمة للعودة بقوة، معترفاً أن فراس الخطيب لو تواجد مع المنتخب، من الممكن أن يشكل إضافة للمنتخب.
وأشار إلى أن عمر خريبين لديه الإمكانيات للتألق، بوصفه من الأفضل، ليس فقط في سوريا، ولكن في آسيا، ويسعى لاستخراج أفضل ما لديه في المباراة المقبلة، موضحاً أن الجانب النفسي الأهم في المرحلة الحالية، والكل أجمع على أنه غير راضٍ عن نفسه، ويريد تقديم المزيد.
ورفض المدرب وصف المنافس بالمرعب، مؤكداً أن كرة القدم فيها حالة رهبة، لكن ليس رعباً من أي فريق مهما كان حجمه واسمه.
فيما أكد المدافع أحمد الصالح، أن فجر إبراهيم مدرب يعرف كيف يضع النظام الأفضل للاعبين، حيث حمل المدرب السابق المسؤولية كاملة، في حالة الضياع الفني التي ظهر عليها المنتخب السوري، والمدرب ليس غريباً عنهم، بحكم عمله معهم سابقاً وقيادته للفريق للتأهل إلى النهائيات القارية مرتين عامي 2011 و2019.

آرنولد: «الكنجارو» تعافى من الانتكاسة
أكد جراهام آرنولد، المدير الفني لمنتخب أستراليا، أن فريقه تعافى من الانتكاسة، عقب الخسارة أمام الأردن بالجولة الأولى، عندما حقق فوزاً مقنعاً على فلسطين في الجولة الثانية، ليدخل مواجهة سوريا اليوم بمعنويات مرتفعة واللعب بعقلية هدفها انتزاع الفوز، بغض النظر أن التعادل سيمنحه بطاقة الصعود إلى الدور الثاني للبطولة.
ورداً على مواجهة سوريا في تصفيات كأس العالم الماضية، قال: شخصياً لم أكن المدرب لـ «الكنجارو» في ذلك الوقت، وأركز دائماً على المستقبل، ومواصلة الرحلة الطويلة التي بدأها الفريق منذ 4 سنوات، حينما حققنا اللقب، ونواصل رحلة بناء المنتخب، لدينا مجموعة من اللاعبين الشباب، ونركز على أنفسنا فقط، في المباراة المقبلة، دون تفكير مفرط في المنافس الذي قام بتغيير مدربه، لاعبونا جاهزون ذهنياً ونفسياً، ويدركون تماماً المطلوب منهم.
ورداً على عدم بروز نجم بحجم تيم كاهيل بعد اعتزاله، قال: نحترم أساطير منتخبنا، لكن لا يمكن أن يستمر أحد يلعب كرة القدم إلى الأبد، نتملك سجلاً جيداً للغاية منذ الصيف الماضي، ونواصل المضي قدماً في مسيرتنا.
ورفض جراهام آرنولد الوصف بأن منتخب أستراليا يقع تحت الضغط، بحكم عدم حسم بطاقة الصعود إلى دور الـ 16، قبل الجولة الثالثة، معتبراً أن الفريق يملك الثقة لتجاوز هذه المحطة، والنظر إلى ما سيأتي في الأدوار الإقصائية للبطولة.
من جانبه، استعاد الحارس ماثيو رايان، ذاكرة الركلات الحرة المباشرة للمنتخب السوري، وتحديداً كرة عمر السومة الأخيرة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، مؤكداً أنه يحترم جميع لاعبي المنافس، ويدرك قدراتهم وتركيزهم على الركلات الحرة، وسيكون جاهزاً لها.
فيما وصف ما حدث أمام الأردن بدرس تعلم اللاعبون منه، والأهم أن يدخلوا المباراة المقبلة أمام سوريا بالرغبة نفسها والتركيز والقيام بالمطلوب منهم على أرض الملعب، كما فعلوا أمام فلسطين.