السفير المصري : أمن دول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي

تحتفل السفارة المصرية في الكويت اليوم بالذكرى الـ 44 لانتصارات اكتوبر المجيدة والتي ضربت اروع الأمثلة في التلاحم العربي في مواجهة العدو الإسرائيلي الغاشم، وأثبتت مصر بجيشها العظيم انها قادرة على دحر العدوان واستعادة الأرض والكرامة وتحطيم أسطورة العدو الذي لا يقهر.

وبهذه المناسبة كان اللقاء مع السفير المصري لدى البلاد ياسر عاطف الذي اكد ان يوم 6 اكتوبر هو يوم الفخر لنا كمصر وسورية والدول العربية جميعا بهذه الملحمة التاريخية.

وشدد السفير عاطف خلال اللقاء على ان التلاحم المصري- الكويتي والعلاقات بين البلدين هي مثال يحتذى به في التعاون بين الدول، مبينا اهمية الموقف الثابت والواضح لمصر من التلاحم الخليجي.

وأكد ان امن دول الخليج هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري وهو ما يؤكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي في كل المناسبات، وان مصر في مقدمة الدول التي تواجه تلك العمليات الإرهابية والتي تحتم ان نتعامل مع القضايا بحلول دولية، مشددا على ان وباء الإرهاب اصبح قضية المجتمع الدولي ككل ولم تعد قضية مصر فقط او العراق فقط او المنطقة كلها وانما قضية المجتمع الدولي ككل.

ولفت السفير المصري الى ان العمليات الإرهابية تركز على بث الرعب في نفوس الناس في كل بقعة من بقاع الأرض وعن طريق هذه العملية الإرهابية القذرة هناك محاولات للإيقاع بين الحضارات وبين الشعوب والمكونات المختلفة من المجتمع الدولي.

وأوضح ان التعاون بين البلدين يشمل مختلف القطاعات، لافتا الى ان أندية الكويت والعربي والنصر أقاموا معسكرات رياضية ناجحة في مصر خلال هذا العام ولدينا منشآت رياضية متميزة عالميا.

وفيما يخص اقليم كردستان، قال السفير ياسر عاطف ان مصر أعلنت رفضها لاستفتاء كردستان فلا يمكن لأي اقليم جزء من دولة ان يعلن انفصاله بهذا الشكل وهو امر غير مقبول على المستوى الدولي.وفيما يلي تفاصيل الحوار:

بداية، يصادف اليوم احتفالات السفارة المصرية بالذكرى الـ 44 لانتصارات اكتوبر المجيدة تلك الملحمة الخالدة التي شاركت فيها الدماء الكويتية الدماء المصرية والعربية من اجل استعادة الكرامة ودحر العدو، ماذا تقولون بهذه المناسبة والفخر لكل المصريين والعرب؟

٭ طبعا يوم 6 أكتوبر هو يوم الفخر لنا كمصر وسورية والدول العربية جميعا بهذه الملحمة التاريخية، ونحن كل عام نقيم احتفالا بهذا النصر العظيم بحضور ابناء الجالية المصرية وأشقائنا من الكويت ومشاركة الدول الشقيقة والصديقة وسفارات الدول المعتمدة لدى الكويت.

وبالنسبة لنا هو احتفال بيوم الفخر والنصر لنا ولكل الدول الشقيقة ونحن حريصون على الترحيب بكل الأصدقاء والأشقاء في هذا اليوم التاريخي بالنسبة لمصر.

أمن الخليج

نتحدث في هذا الإطار عن التعاون المصري- الخليجي وقبل ايام قام الرئيس بزيارة الى دولة الإمارات العربية الشقيقة وما وجده من حفاوة وترحاب، نتحدث عن تلك العلاقات وسط ما نستمع اليه من تهديدات للمنطقة ودور مصر في امن الخليج العربي والدفاع عن دول الخليج في مواجهة أي تهديدات محتملة؟

٭ مصر موقفها ثابت وواضح من التلاحم الخليجي، فأمن دول الخليج هو جزء لا يتجزأ من امن مصر القومي، والرئيس السيسي يؤكد على ذلك في كل المناسبات، وثانيا: نسعى في الفترة القادمة كمصر ودول خليجية لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة اولا والمجتمع الدولي ككل.

ونحن في مصر في مقدمة الدول التي تواجه تلك التحديات والتي تحتم ان نتعامل مع القضايا بحلول دولية، وفي مقدمة تلك القضايا طبعا مكافحة الإرهاب، فوباء الإرهاب أصبح قضية المجتمع الدولي ككل ولم يعد قضية مصر فقط او العراق فقط او المنطقة كلها وانما قضية المجتمع الدولي ككل.

فالعمليات الإرهابية تحولت الى بث الرعب في نفوس الناس في كل بقعة من بقاع الأرض وعن طريق هذه العمليات القذرة هناك محاولات للإيقاع بين الحضارات وبين الشعوب والمكونات المختلفة من المجتمع الدولي.

وعلينا ان نواجه هذا الوباء بالفكر والحرص على التنمية وفي نفس الوقت جنبا الى جنب بالتعامل الأمني بحسم مع هذه الجماعات الارهابية.وعلاوة على ذلك، لا بد ايضا من التعامل مع الفكر المتطرف عبر مواجهته بتحصين الشباب من مخاطر هذه الأفكار وعدم انتشارها بين الناس.وهناك طبعا اليات كثيرة لذلك منها: تطوير الفكر والخطاب الديني كما دعا السيد الرئيس، وبالإضافة الى ذلك لابد من حدوث عمليات تنمية والتي تقلص من نشر هذه الأفكار المتطرفة.

الفقر والإرهاب

بالطبع مناخ الفقر يعتبر من المناخات الأفضل لاستقطاب الشباب للفكر المتطرف؟

٭ هذا صحيح نسبيا لان الفكر المتطرف يحاول استغلال أي نقطة للدخول منها لاستقطاب مناصرين له.

دعوة سمو الأمير

ننتقل معكم من الدعوة الكريمة التي قدمتموها لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد لحضور منتدى الشباب العالمي، نود معرفة المزيد عن هذه الدعوة وأهميتها؟

٭ بالفعل استقبلني سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد قبل ايام حيث سلمت سموه دعوة موجهة من الرئيس السيسي لسمو الأمير للمشاركة في المنتدى العالمي للشباب وهو الأول من نوعه الذي تنظمه مصر بمدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 4 الى 9 نوفمبر المقبل 2017.

وللعلم فإن مصر نظمت سلسلة من المؤتمرات الشبابية التي حفلت جميعها بحضور ومشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي وبلغ عددها 4 مؤتمرات والجميع تابع حرص الرئيس على الحضور والمشاركة بحضور الوزراء والمحافظين ليتحدثوا عن المشروعات التي تقيمها الدولة في مختلف محافظات ومدن البلاد، وكل الأمور التي تهم الناس حيث يجيب سيادته على جميع الاستفسارات ويطلب من المسؤولين شرح جميع التفاصيل عن كل انجاز تقيمه مصر حاليا.

وفي المؤتمر الشبابي الثالث، طلب الشباب من الرئيس عقد منتدى شبابي عالمي لكي يتواصلوا مع شباب العالم لكي نشاركهم تطلعاتنا وامالنا وطموحاتنا والقضايا التي تهم المجتمع الدولي ككل، ولذلك تمت الدعوة لهذا المنتدى العالمي الذي سيعقد بشكل منتظم مرة كل عامين.

والكويت كانت في مقدمة الدول التي تمت دعوتها للمشاركة في هذا الحدث استنادا لعدة اسباب اولها: العلاقة الأخوية بين البلدين، والعلاقة الوطيدة التي تجمع قيادتي البلدين السيد الرئيس وسمو الامير، وثالثا: لاننا نعلم ان الكويت لديها مبادرات شبابية ومهتمة جدا بالقضايا الشبابية، وصاحب السمو الأمير داعم لكل المبادرات الشبابية في الكويت سواء الوطنية او العربية او العالمية.فكل هذه الأسباب مجتمعة دعتنا الى دعوة الكويت الشقيقة لان تكون في مقدمة الدول لحضور هذا المنتدى العالمي والمشاركة به.

هل هناك دعوات لشباب من الكويت للمشاركة في هذا المنتدى ايضا بجانب الدعوة لصاحب السمو؟

٭ هناك ايضا دعوات لبعض القيادات الشبابية الكويتية للمشاركة والإسهام في المناقشات التي سيشهدها هذا الحدث العالمي.

من ابرز هؤلاء الشباب؟

٭ لا تزال الدعوات قيد الإرسال من القاهرة ولا نستطيع الإعلان عنها حاليا حتى يتم التأكد من رغبة الضيف في الحضور والمشاركة.

معسكرات رياضية

ننتقل للحديث عن العلاقات الكويتية- المصرية المتشعبة على كثير من الأصعدة، ولعل منها التعاون الرياضي حيث اقامت العديد من الأندية الرياضية الكويتية معسكرات رياضية لها في مصر لما تتميز به من طبيعة ساحرة ومنشآت رياضية عالمية، حدثنا عن هذا التعاون؟

٭ لا شك ان مجالات التعاون بين مصر والكويت متميزة على مختلف الأصعدة سواء السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية وهو مثال يحتذى بين الدول في التلاحم والتعاضد على مر التاريخ.

ويشكل التعاون الرياضي والشبابي بين مصر والكويت جزءا مهما من التعاون بين البلدين ويحقق المزيد من الروابط بين الشعبين الشقيقين عبر التقاء الشباب في تنافس شريف بمختلف الألعاب الرياضية.ومنذ فترة هناك تعاون مميز في هذا المجال الذي بدأه نادي الكويت الرياضي حيث اقام معسكرين في مصر هذا العام كنا سعداء بان يختار النادي العربي الكويتي ان يقيم معسكره الرياضي في مصر ايضا.

وبالفعل اقام معسكرا رياضيا ناجحا في القاهرة وتعاقد مع احد اللاعبين المصريين، وكذلك نادي النصر الكويتي اقام معنا تعاونا كبيرا في كرة القدم والعاب رياضية اخرى.والحمد لله هناك طفرة كبيرة في المنشآت الرياضية في مصر وهناك اهتمام كبير من القيادة السياسية من الرئيس وحتى اصغر مسؤول في قطاع الرياضة في مصر بهذا الأمر، ومؤمنون بأهمية الرياضة كقطاع خدمي وترفيهي وتنمية مواهب الشباب بتوفير قنوات لهم يستطيعون من خلالها تحقيق طموحاتهم الرياضية وطاقاتهم.

ومن الأمور المهمة التي سعدنا بها في مصر خلال السنوات الأخيرة هي مفهوم السياحة الرياضية، فمصر حريصة على ان يكون بها كل يوم حدث رياضي سواء كان عربيا او أفريقيا او عالميا، فخلال هذا العام استضافت مصر حدثين مهمين عالميا وهما بطولة العالم لكرة السلة تحت 19 عاما وبطولة العالم للكرة الطائرة تحت 23 عاما.

فالمنشآت الرياضية موجودة سواء كانت تابعة للقوات المسلحة او تابعة للأندية او حتى ما يمكن وصفه بانه يتبع القطاع الخاص، فكل هذه المنشآت تتميز بأنها على مستوى عالمي وهو ما يعني ان البنية التحتية موجودة وعلى مستوى عال ومشجعة لاستقطاب الأندية وتنظيم البطولات العالمية.

وكل فترة تتم اضافة منشآت رياضية جديدة مع صيانة ما هو قائم من ملاعب وأجهزة، ولعل ستاد برج العرب مثلا في المباراة الأخيرة للمنتخب المصري كان على اعلى مستوى ويضيف الى ما هو قائم بالفعل من ستادات رياضية ومنها ستاد القاهرة وستاد 30 يونيو في التجمع وكل ناد لديه الستادات الخاصة به.وهناك رغبة وخطط لدى الأندية الكبيرة في مصر بان تبني ملاعب جديدة تواكب المنشآت العالمية، وهنا نحن نتحدث عن استثمارات ضخمة بمئات الملايين من الدولارات.

إذن فلدينا الطموح في الاستثمار في مجال السياحة الرياضية وتنظيم احداث رياضية عالمية وهو ما اعلنه وزير الرياضة م. خالد عبدالعزيز بان يكون لدينا كل يوم حدث رياضي.وأيضا فإن الرياضة تساعد على الصحة ايضا، ولذلك فهناك كم كبير من الملاعب التي بنيت في مراكز الشباب وبالفعل حدثت طفرة كبيرة في هذا المجال، وابرز مثال على ذلك هو مركز شباب الجزيرة الذي اصبح مفخرة بجد سواء في المباني او الملاعب الرياضية لكرة القدم والتنس ومناطق مخصصة لاستقبال العائلات وترفيه الأطفال.

استفتاء كردستان

أخيرا ننتقل لقضة استفتاء كردستان العراق ومطالب الانفصال، كيف تنظرون لهذه القضية وابعادها الإقليمية والدولية؟

٭ لا بد من التأكيد على ان كل ما يحافظ على وحدة وسلامة العراق وسيادته فنحن معه، فكردستان مضى في الاستفتاء ولكن ما يتضح بعد ذلك هو المهم، فالاستفتاء هل هو لمزيد من الصلاحيات او لمزيد من الحكم الذاتي او الاستقلال وهو امر غير صحيح، فلا يمكن لأي اقليم جزء من دولة ان يعلن انفصاله بهذا الشكل وهو امر غير مقبول على المستوى الدولي.ومصر ترفض هذا الموضوع بقوة، وكما قلت سابقا ان مصر مع المحافظة على وحدة وسلامة الأراضي العراقية وكل الدول العربية.

جهود مصر لن تتوقف حتى إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف

تحدث السفير المصري ياسر عاطف عن الجهود المصرية المتواصلة من أجل المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والتي أثمرت نتائج واضحة أمام العالم أجمع خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما يؤكد مدى ما بذلته الدولة المصرية في هذا الإطار من جهود، مشيرا إلى أن «مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي حريصة كل الحرص على تحقيق المصالحة الفلسطينية وجهودنا متصلة في هذا الإطار منذ سنوات وليست وليدة اليوم».

وتابع قائلا: «الاتفاق الحالي بين فتح وحماس يستند إلى الاتفاق الذي تم عام 2011 برعاية مصر، ومنذ ذلك الوقت والجهود والاتصالات مستمرة ولم تتوقف، وإن شاء الله مستمرون في تلك الجهود حتى تحقيق الهدف وهو الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».

وشدد السفير عاطف على أن القضية الفلسطينية هي قضية أمن قومي مصري وهي حقوق لشعب عربي شقيق في حصوله على حقوقه العادلة في إقامة دولته المستقلة.