أخبار الكويت

جريدة إخبارية إلكترونية يومية

https://www.scmp.com/coronavirus?src=stats_widget

الأمم المتحدة: النظام السوري استخدم الذخائر العنقودية ضد الأطفال

قالت لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا أمس الخميس أن أطفال سوريا قد حرموا من طفولتهم وأرغموا على المشاركة في حرب “وحشية”.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة استعرضت فيه اللجنة تقريرها الدوري حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا تحت عنوان “لقد محوا أحلام أطفالي”.
وأضاف رئيس اللجنة باولو بينهيرو في المؤتمر الصحفي “ان أطفال سوريا يعانون من انتهاكات عديدة لحقوقهم ارتكبتها جميع أطراف النزاع مع استمرار تعرضهم بشدة للعنف والإساءة”.
ولفت الى ان “التقرير حدد الخطوط العريضة لانتهاكات الحقوق المتعددة التي يتعرض لها الأطفال في سوريا بما في ذلك أكثر من خمسة ملايين طفل مشردين داخليا وخارجيا وكيف تم حرمان الأولاد والفتيات من طفولتهم طوال فترة الحرب الوحشية لثماني سنوات ونصف سنة”.
واعرب بينهيرو عن الأسف العميق “من تجاهل جميع الأطراف المتورطة في النزاع لقوانين الحرب واتفاقية حقوق الطفل بشكل صارخ”.
وأشار إلى أنه “بينما تتحمل الحكومة السورية المسؤولية الرئيسية عن حماية الأولاد والفتيات في البلاد فإنه يجب على جميع الأطراف الفاعلة في هذا النزاع بذل المزيد من الجهود لحماية الأطفال والحفاظ على جيل المستقبل في البلاد”.
وشرح ان القوات الموالية للحكومة السورية استخدمت اكثر من مرة الذخائر العنقودية والقنابل الحرارية والأسلحة الكيميائية التي تسببت في سقوط عشرات الضحايا من الأطفال كما استخدمت الاغتصاب والعنف الجنسي مرارا وتكرارا ضد الرجال والنساء والأولاد والفتيات كوسيلة للعقاب والإذلال وبث الخوف بين المجتمعات.
ورصد التقرير الدوري حول انتهاكات حقوق الانسان في سوريا قيام الحكومة السورية أيضا باحتجاز أولاد لا تتجاوز أعمارهم 12 سنة وأخضعتهم للضرب الشديد والتعذيب واستخدامهم كأوراق مساومة في عمليات تبادل الاسرى او للحصول على فدية وقيام جماعات مصنفة انها “ارهابية” بتجنيد الصبية واستخدامهم للقتال.
وفي الوقت ذاته سلط التقرير الضوء بشكل خاص على الوضع المروع للتعليم في سوريا كمجال يبعث على القلق لاسيما مع تدمير الآلاف من المدارس أو استخدامها لأغراض عسكرية مع توقف أكثر من 2.1 مليون فتاة وصبي عن حضور المدارس على أساس منتظم بأي شكل من الأشكال.
من جانبها أشارت عضو اللجنة كارين أبو زيد في المؤتمر الصحفي ذاته إلى دور الحكومة السورية في بذل جهود عاجلة لدعم أكبر عدد ممكن من الأطفال للعودة إلى التعليم.
وأضافت ابو زيد ان “يجب على الجماعات المسلحة التي تسيطر على الأراضي أن تتصرف على عجل لتسهيل الوصول إلى التعليم”.
وكانت اقسى الانتهاكات من قبل عناصر ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إخضاع الفتيات من سن صغيرة قد لا تزيد عن تسع سنوات للاغتصاب والاستعباد الجنسي كما اخضع (داعش) الاولاد للتدريب العسكري وتعريضهم للعنف المفرط بصورة روتينية بما فيها مشاهدة الاعدامات العلنية.
وشدد التقرير على ان هذه الأوضاع المأساوية قد اثرت على الصحة البدنية والعقلية للصبية والفتيات تأثيرا شديدا وستبقى آثارها على المدى البعيد وبدأت تتجلى اليوم في معاناة عدد كبير من الأطفال من إعاقات ومشاكل نفسية ونمائية مدمرة.
واوضح التقرير كيف أدى النزاع إلى تشريد أكثر من خمسة ملايين طفل أصبحوا أكثر عرضة للانتهاكات.
وتحث اللجنة الدول على ضمان حماية الأطفال المشردين داخليا لا سيما فيما يتعلق بالتزامات جميع الدول بإعادة الأطفال الذين تربطهم صلات عائلية بمقاتلي تنظيم (داعش) إلى أوطانهم.
وفي السياق ذاته قال عضو اللجنة هاني مجلي في المؤتمر الصحفي ذاته ان الدول لديها التزامات محددة لحماية الأطفال بما في ذلك معالجة حالات انعدام الأوراق الثبوتية والهوية موضحا ان عدم التزام الدول بهذه المبادئ الأساسية يعني بوضوح عدم تقيدها بواجباتها.
كما أوصى التقرير الحكومة السورية والجهات الفاعلة الرئيسية الأخرى بتحسين حماية الأطفال واحترام الحماية الخاصة التي يتمتع بها الأطفال بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان وضمان المساءلة عن الانتهاكات التي حدثت.
يذكر ان لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا قد تشكلت بموجب قرار من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان لبحث الانتهاكات التي تعرض لها السوريون منذ مارس 2011 ويترأسها باولو بينهيرو وتضم في عضويتها كلا من كارين أبوزيد وهاني مجلي.
وتقدم اللجنة تحديثا دوريا حول الانتهاكات في سوريا تتم مناقشتها امام دورات مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان لتوثيق الانتهاكات المرتكبة من جميع الأطراف.