أخبار الكويت

جريدة إخبارية إلكترونية يومية

https://www.scmp.com/coronavirus?src=stats_widget

«مفاعل ديمونا».. قنبلة موقوتة تُهدد المنطقة

كان مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي في صحراء النقب يعتبر في وقت من الأوقات الضمان الرئيسي لاستمرار وجود وأمن إسرائيل الدائم في الشرق الأوسط، لكنه على ما يبدو أصبح الآن نقطة الضعف القاتلة التي يعاني منها النظام الصهيوني.
وبُني مفاعل ديمونة الشهير في عام 1962، وشارك في بنائه كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وكان حينذاك دافيد بن جوريون هو رئيس وزراء إسرائيل. وتم إعداد المفاعل منذ اللحظات الأولى كمنشأة لإنتاج الأسلحة النووية.
ومنذ بنائه في تلك الفترة حتى الآن، أنتج مفاعل ديمونة أكثر من 1.400 طن من اليورانيوم المخصب، والذي تم تحويل بعضه بعد ذلك إلى بلوتونيوم لاستخدام هذ المادة في تصنيع الأسلحة النووية، والتي اعتمدت إسرائيل السرية التامة في إنتاجها وكانت تنفي السعي للحصول على أسلحة دمار شامل. لكن نشاطات إسرائيل لم تبق سرية لفترة طويلة.
ففي عام 1986 هرب مردخاي فانونو، وهو خبير فني إسرائيلي كان يعمل في مفاعل ديمونة، إلى أوروبا وكشف النقاب عن نشاطات إسرائيل النووية السرية، وكشف أيضا عن حقيقة بيئية خطيرة بأن إسرائيل ترمي أكثر من 30 ألف طن من النفايات النووية في البحر الأبيض المتوسط سنوياً.
كل كيلوجرام من البلوتونيوم الذي ينتجه مفاعل ديمونة ينتج بدوره 11 ليترا من مادة إيسوسيانايدس (Isocyanides)، التي تسبب مرض السرطان، وهذا هو السبب الذي يجعل الخبراء النوويين يعتبرون مفاعل ديمونة أخطر منشأة نووية على وجه الأرض.
وفي تقرير صدر عام 1999، حذرت مجلة جانيت إنتليجينس ريفيو المتخصصة في شؤون الدفاع، والتي تصدر من العاصمة البريطانية لندن، من احتمال تسريبات مواد إشعاعية من مفاعل ديمونة.
ونشرت المجلة صورة تم التقاطها بالأقمار الصناعية للمفاعل النووي الإسرائيلي وقالت «لأن المفاعل قديم فإنه يسرب كمية لا بأس بها من مادة إيسوسيانايدس المسرطنة سنوياً».
وأضافت مجلة جانيت أن أي حادث في مفاعل ديمونة قد يسبب كارثة إنسانية تشمل دولاً كثيرة، بما في ذلك فلسطين المحتلة، إسرائيل، الأردن، سوريا، لبنان، وقبرص.
هذا هو السبب الذي يدفع الكيان الصهيوني إلى منع أي شخص من الاقتراب إلى مسافة 10 كيلومترات من المفاعل، وكذلك فإنه لا يسمح بالطبع لممثلين أو مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة هذا الموقع النووي الخطير. 
وكشفت دراسة أمريكية عن وجود تسريبات نووية من مفاعل ديمونة الإسرائيلي جنوب فلسطين باتت تهدد مناطق عربية واسعة، وأشارت الدراسة الى أن أثر تلك التسريبات وصلت للمياه الجوفية على حدود ليبيا إضافة للمياه الجوفية في منطقة تبوك السعودية، وذلك إضافة للكرك والطفيلة ومادبا بالأردن، وسط بطالبات بسرعة التحرك الدولي لوقف التسرب الإشعاعي من ذلك المفاعل الذي انتهى العمر الإفتراضي له منذ سنوات طويلة.