الإثنين - 2025/12/22 8:59:54 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

تحول جذري في الاستراتيجية الأمريكية: من قيادة النظام العالمي إلى منطق القوة الصريحة

يشير فيديو تحليلي متداول إلى أن الولايات المتحدة تشهد تحولًا جذريًا في عقيدتها للأمن القومي والسياسة الخارجية، في إطار رؤية جديدة تُنسب إلى الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تقوم على فكّ الارتباط مع النظام الدولي الليبرالي الذي قادته واشنطن منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والانتقال إلى مقاربة أكثر صراحة تقوم على المصلحة القومية المجردة ومنطق القوة.

أمريكا أولًا… نهاية دور “شرطي العالم”

يؤكد التقرير أن الاستراتيجية الجديدة تتخلى صراحة عن تصدير الديمقراطية أو حماية النظام العالمي القائم، معتبرة أن الهدف الوحيد للسياسة الخارجية الأمريكية هو المصلحة الوطنية الأمريكية. ووفق هذا المنظور، لم تعد القيم الليبرالية أو حقوق الإنسان عناصر حاكمة في القرار السياسي، بل أدوات تُستخدم عند الضرورة فقط.

إعادة تعريف الخصوم والحلفاء

تُظهر الرؤية الجديدة إعادة تصنيف واضحة للقوى الدولية:
• الصين تُعد الخصم الوجودي الأول في القرن الحادي والعشرين، خاصة في المجالين التكنولوجي والاقتصادي.
• روسيا لم تعد تُعامل كعدو استراتيجي دائم، بل كشريك محتمل لإعادة ضبط الاستقرار العالمي.
• الاتحاد الأوروبي يُنظر إليه كمنافس اقتصادي وأيديولوجي، وليس كحليف طبيعي، مع انتقادات مباشرة لبنيته البيروقراطية ودوره في دعم العولمة والهجرة الواسعة.

الحرب الاقتصادية وإعادة التصنيع

تعتمد الاستراتيجية بشكل متزايد على الحرب الاقتصادية كأداة رئيسية، من خلال العقوبات، والضغط المالي، والقيود التكنولوجية، إلى جانب تعزيز هيمنة الدولار. كما تُعد إعادة التصنيع داخل الولايات المتحدة قضية أمن قومي، بهدف تقليل الاعتماد على الخارج وتحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الحيوية.

الطاقة كسلاح جيوسياسي

يرفض التوجه الجديد السياسات المناخية الصارمة، ويدفع بقوة نحو تعزيز الوقود الأحفوري والطاقة النووية. وتُعتبر صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي أداة استراتيجية لفرض النفوذ وربط اقتصادات الحلفاء بالولايات المتحدة.

الأمن الحضاري والهجرة

يعطي التقرير حيزًا واسعًا لمفهوم “الأمن الحضاري”، الذي يربط بين الأمن القومي والهوية الثقافية. ويشمل ذلك تشديد السياسات تجاه الهجرة، سواء غير الشرعية أو القانونية، ومواجهة ما يُوصف بـ”الأيديولوجيات الداخلية” التي يُنظر إليها كتهديد لتماسك المجتمع الأمريكي.

الناتو… من تحالف إلى علاقة تعاقدية

تسعى الإدارة الأمريكية، وفق الفيديو، إلى تحميل الحلفاء الأوروبيين العبء الأكبر من الدفاع عن القارة، مع تحويل حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى كيان متعدد المستويات، تُمنح فيه الامتيازات للدول “الأكثر التزامًا”. الحلف، وفق هذا التصور، لم يعد تحالف قيم، بل عقد مصالح.

مقاربات إقليمية جديدة

• آسيا-المحيط الهادئ: المسرح الرئيسي للصراع مع الصين، مع التركيز على تايوان وسلاسل الإمداد.
• أوروبا: انتقادات حادة لدورها في الحرب الأوكرانية، ورفض ضمني لتوسيع الناتو شرقًا.
• الشرق الأوسط: تراجع الأولوية الاستراتيجية للمنطقة كمصدر طاقة، مقابل علاقات قائمة على الاستثمار، والدفاع، والتكنولوجيا، وتوسيع اتفاقيات أبراهام.
• نصف الكرة الغربي: عودة واضحة إلى مبدأ مونرو، مع تشديد ملف الهجرة ومحاربة عصابات المخدرات.

من الهيمنة “الحميدة” إلى السيطرة الصريحة

يخلص التقرير إلى أن الولايات المتحدة تنتقل من دور “القائد العالمي المتسامح” إلى قوة مهيمنة لا تُخفي نفوذها، ولا تسعى لإدارة العالم أو إصلاحه، بل لضمان بقائها وتفوقها، حتى وإن جاء ذلك على حساب الحلفاء، الذين يُتوقع منهم تمويل هذا التفوق والمشاركة في أعبائه.

خلاصة:

يعكس هذا التحول نهاية مرحلة كاملة من السياسة الدولية، وبداية نظام عالمي أكثر صراحة، أقل أخلاقية، وأكثر تصادمية، تُعاد فيه صياغة التحالفات لا على أساس القيم المشتركة، بل وفق منطق الربح والخسارة.

اقرأ ايضًا:

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com