شهدت برامج الفضاء الصينية خلال عام 2025 محطات نوعية وإنجازات غير مسبوقة، شملت أول عملية إنقاذ طارئة في المدار، وإطلاق أول مهمة لاستكشاف كويكب وجلب عينات منه، إلى جانب تحقيق اختراقات علمية متقدمة في الفيزياء والأحياء وعلوم المواد، ما عزز مكانة الصين في طليعة الدول الفضائية.
محطات تشغيلية بارزة وسلامة متقدمة
واصلت المحطة الفضائية الصينية وجودًا بشريًا مستدامًا طوال العام. ففي 24 أبريل، انطلقت مهمة مأهولة جديدة إلى المحطة لمدة ستة أشهر، فيما أنهت المهمة السابقة أعمالها وعادت إلى الأرض بنتائج علمية مهمة. وقبيل موعد العودة المقرر، رُصدت شقوق دقيقة في نافذة كبسولة العودة لإحدى المركبات بسبب حطام فضائي، ما استدعى تفعيل إجراءات سلامة غير مسبوقة.
ونفذت الصين للمرة الأولى إجراء «عودة بديلة» بنجاح، حيث عاد الطاقم بأمان على متن مركبة أخرى، تلا ذلك إطلاق طارئ غير مأهول لتأمين مركبة عودة مخصصة ودعم فني ولوجستي في المدار. ويعكس ذلك نضج منظومة السلامة والجاهزية للطوارئ في البرنامج الفضائي الصيني.
تعاون دولي واستكشاف أعماق الفضاء
وعلى صعيد التعاون الدولي، وقّعت الصين وباكستان اتفاقًا لاختيار وتدريب رواد فضاء باكستانيين للمشاركة في مهام مستقبلية إلى المحطة الفضائية، في خطوة تعزز الشراكات مع الدول النامية في مجال الرحلات المأهولة.
كما أحرزت الصين تقدمًا كبيرًا في استكشاف الفضاء العميق بإطلاق مهمة «تيانوين-2» في 29 مايو، وهي أول مهمة صينية لاستكشاف كويكب وجلب عينات منه ضمن برنامج طويل الأمد يمتد لنحو 10 أعوام، ويستهدف دراسة خصائص كويكب قريب من الأرض، ثم التوجه لاحقًا لاستكشاف مذنب في الحزام الرئيسي، بما يسهم في فهم نشأة وتطور الأجرام الصغيرة في النظام الشمسي.
إنجازات علمية رائدة في المدار
أسفرت مهام المحطة الفضائية عن نتائج علمية لافتة؛ إذ سجلت تجارب فيزياء أساسية أرقامًا قياسية، من بينها إعداد حالات كمومية فائقة البرودة في المدار وإنشاء منصة فضائية للمحاكاة الكمية. وفي مجال الأحياء، نجح الرواد في تربية ثلاثة أجيال من ذباب الفاكهة في بيئة انعدام الجاذبية، كما أُجريت للمرة الأولى تجارب على ثدييات (فئران) داخل المحطة لدراسة التكيفات السلوكية والفسيولوجية في الفضاء.
وفي علوم المواد، تم تسخين سبيكة تنغستن إلى 3100 درجة مئوية في المدار، وهو رقم قياسي عالمي، إلى جانب نمو بلورات بروتينية عالية الجودة لها تطبيقات محتملة في أبحاث علاج الأورام.
القمر في قلب الأجندة المستقبلية
سجلت الأبحاث القمرية تقدمًا مهمًا مع إعادة «طوب تربة قمرية» تجريبية إلى الأرض بعد عام من التعرض لبيئة الفضاء، في خطوة تمهّد لبناء منشآت مستقبلية على سطح القمر. كما كشفت تحليلات عينات جُمعت من الجانب البعيد للقمر عن برودة نسبية في وشاحه مقارنة بالجانب القريب، ما يوفر بيانات حاسمة لفهم تطور القمر جيولوجيًا.
وتأتي هذه الإنجازات ضمن خطة طموحة تهدف إلى إنزال رواد فضاء صينيين على القمر بحلول 2030، وبناء نموذج أساسي لمحطة أبحاث قمرية دولية بحلول 2035، مؤكدة أن عام 2025 شكّل نقطة تحول في مسيرة الصين الفضائية.
اقرأ أيضًا:
كاليفورنيا تهدّد بتعليق مبيعات «تسلا» بسبب إعلانات مضللة عن نظام القيادة الآلية
