الثلاثاء - 2025/12/23 1:52:11 صباحًا

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

ألمانيا تؤهل معلمين مهاجرين لسد العجز المتزايد في المدارس

في ظل نقص حاد يقدَّر بعشرات الآلاف من المعلمين في أنحاء البلاد، تتجه ألمانيا إلى الاستفادة من خبرات المهاجرين واللاجئين الذين عملوا سابقاً في سلك التعليم، عبر برامج تأهيل سريعة تهدف إلى دمجهم في النظام التعليمي المحلي.

وتُعد مبادرة Lehrkräfte PLUS من أبرز هذه البرامج، حيث تُطبَّق في مدينة كولونيا وأربع مدن أخرى في ولاية شمال الراين-وستفاليا. ويوفر البرنامج تدريباً مكثفاً لمدة عام واحد يشمل اللغة الألمانية وطرائق التدريس والتربية، إلى جانب خبرة عملية داخل المدارس.

وقالت المعلمة التشيلية إنغه بيزارو كراوزه (33 عاماً)، التي درست ثماني سنوات ولديها خبرة تدريسية في بلدها، إن البرنامج منحها فرصة حقيقية للعودة إلى مهنتها بعد شعورها بأنها “تبدأ من الصفر” عند وصولها إلى ألمانيا، مؤكدة في حديثها لـ دويتشه فيله أن البرنامج كان “الجسر الضروري” لفهم النظام التعليمي الألماني.

ويشارك في الدورة الحالية 24 معلماً من دول عدة، بينها البوسنة وقيرغيزستان وأوكرانيا، في وقت تتزايد فيه الطلبات للالتحاق بالبرنامج. وأفادت إدارة المبادرة بأن عشرات الطلبات الجديدة قُدمت للدورة المقبلة المقررة في أغسطس 2026، رغم أن التمويل الحالي مضمون فقط حتى نهاية 2027.

وأظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة بوتسدام أن خريجي البرنامج يتمتعون بثقة أعلى في مهامهم المستقبلية، وتحسن ملحوظ في إجادتهم اللغة الألمانية، إلى جانب دافع قوي للاستقرار والعمل في المدارس الألمانية على المدى الطويل.

وفي هذا السياق، أكدت المشرفة على البرنامج سيمرا كريغ أن ألمانيا “لا تستطيع إهمال هذا الكم من الكفاءات”، مشيرة إلى أن البيروقراطية ما زالت تشكل تحدياً أمام دمج المعلمين القادمين من الخارج. واستحضرت كريغ مقولة المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل “نحن قادرون على ذلك”، معتبرة أن الروح نفسها ما زالت تحرك القائمين على المبادرة.

ومن بين قصص النجاح، تبرز المعلمة الأوكرانية ناتاليا زيمليانسكايا، التي شاركت في البرنامج قبل عامين، وتعمل اليوم معلمة للغة الإنجليزية في مدرسة مهنية بمدينة بون، إضافة إلى تدريس اللغة الألمانية لطلاب من دول عدة. وأكدت أن الاعتراف الأسرع بالشهادات الأجنبية وتوسيع مثل هذه البرامج بات أمراً ضرورياً لمواجهة العجز التعليمي المتفاقم.

ويرى خبراء التعليم أن تعميم برامج تأهيل المعلمين المهاجرين على نطاق أوسع، وتسريع إجراءات الاعتراف بالمؤهلات، يمثلان خطوة أساسية لضمان استدامة النظام التعليمي الألماني في مواجهة التحديات الديموغرافية المتزايدة.

اقرأ أيضًا:

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com