حذّرت منظمات أممية، اليوم الجمعة، من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية وارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة، رغم الإعلان رسميًا عن انتهاء المجاعة، وذلك في ظل الدمار الواسع للبنية التحتية وانهيار سبل العيش والإنتاج الغذائي المحلي نتيجة القيود المفروضة على العمليات الإنسانية.
وجاء ذلك في بيان مشترك صادر من جنيف عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، أكد أن أكثر من 1.6 مليون شخص، أي نحو 77% من سكان القطاع، لا يزالون يعانون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم أكثر من 100 ألف طفل و37 ألف امرأة حامل ومرضعة معرضون لسوء التغذية الحاد حتى أبريل المقبل، وفق أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي .
وأوضح البيان أن معظم الأسر في غزة لا تزال تواجه نقصًا حادًا في الغذاء والمياه النظيفة، رغم تدفق الإمدادات الغذائية والتجارية عقب إعلان وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء وصعوبة الحصول عليه، إلى جانب الاعتماد الواسع على المساعدات الإنسانية واستمرار نزوح أكثر من 730 ألف شخص.
وكان أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي قد أعلن، في وقت سابق من اليوم من العاصمة الإيطالية روما، خروج جميع مناطق القطاع من مرحلة المجاعة (المرحلة الخامسة والأخطر)، إلا أنه صنف أربع محافظات شمال غزة ومحافظة غزة ودير البلح وخان يونس ضمن مرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة) حتى أبريل 2026، كما جرى تعديل تصنيف محافظة غزة من مرحلة المجاعة إلى مرحلة الطوارئ.
وأكدت المنظمات أن الاحتياجات الإنسانية لا تزال هائلة، وأن الاستجابة الحالية لا تلبي سوى الحد الأدنى من متطلبات البقاء على قيد الحياة، محذّرة من احتمال انتكاس التحسن المحدود المسجل في حال عودة القتال.
وطالبت المنظمات الأممية بضمان وصول إنساني وتجاري مستدام وآمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء القطاع، ورفع القيود المفروضة على الواردات الأساسية، بما في ذلك المنتجات الزراعية والغذائية ومستلزمات الرعاية الصحية، إلى جانب زيادة التمويل لمنع مزيد من التدهور ودعم جهود التعافي.
اقرأ أيضًا:

