تشهد بلجيكا خلال الأيام الأخيرة موجة مظاهرات واحتجاجات متزامنة في العاصمة بروكسل وعدد من المدن، تقودها مجموعات مختلفة، على خلفيات زراعية واقتصادية وسياسية، ما تسبب في تعطيل حركة المرور وإغلاق طرق رئيسية قرب مقار الاتحاد الأوروبي.
احتجاجات المزارعين ضد اتفاق «ميركوسور»
وتصدّر المشهد آلاف المزارعين البلجيكيين والأوروبيين الذين توافدوا إلى بروكسل بجراراتهم الزراعية، احتجاجًا على اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول تكتل ميركوسور (البرازيل، الأرجنتين، أوروغواي وباراغواي).
وبحسب وسائل إعلام أوروبية مثل Brussels Times وRFI، يخشى المزارعون من أن يؤدي الاتفاق إلى إغراق الأسواق الأوروبية بمنتجات زراعية منخفضة التكلفة، ما يهدد دخلهم واستدامة القطاع الزراعي المحلي.
وطالب المحتجون بإلغاء الاتفاق أو إعادة التفاوض عليه، وفرض حماية أكبر للإنتاج الزراعي الأوروبي، إلى جانب تخفيف الأعباء البيئية والبيروقراطية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على المزارعين.
تظاهرات بشأن تمويل أوكرانيا والأموال الروسية المجمدة
بالتوازي، شهدت بروكسل تظاهرات أخرى نظّمها ناشطون مؤيدون لأوكرانيا، طالبوا خلالها الحكومة البلجيكية والاتحاد الأوروبي بـ الإسراع في استخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل دعم مالي واقتصادي لكييف.
وذكرت منصات إخبارية أوروبية أن المحتجين يعتبرون موقف بروكسل «مترددًا» في ملف يشمل عشرات المليارات من اليوروهات، في وقت وافق فيه الاتحاد الأوروبي على ترتيبات مالية كبرى لدعم أوكرانيا.
خلفية اجتماعية واقتصادية أوسع
وتأتي هذه الاحتجاجات في سياق أوسع من التوتر الاجتماعي الذي شهدته بلجيكا خلال العام الجاري، حيث نظّمت النقابات العمالية إضرابات وتحركات سابقة رفضًا لإصلاحات تتعلق بالتقاعد والإنفاق الاجتماعي، إضافة إلى مظاهرات تضامنية مع غزة ومطالبات بتغيير بعض السياسات الخارجية.
تعامل أمني وتعطيل الحركة
وأفادت الشرطة البلجيكية بوقوع احتكاكات محدودة في بعض المناطق، واستخدام وسائل تفريق للحشود، مع تسجيل إغلاقات مؤقتة لطرق رئيسية ومحيط مؤسسات أوروبية، دون الإعلان عن إصابات خطيرة.
مشهد احتجاجي متشعب
ويرى مراقبون أن ما تشهده بلجيكا حاليًا لا يمثل حركة احتجاج واحدة موحدة، بل تقاطُع عدة أزمات: ضغوط اقتصادية على المزارعين، انقسامات سياسية حول الحرب في أوكرانيا، ومخاوف اجتماعية مرتبطة بتكاليف المعيشة والسياسات الأوروبية، ما يعكس حالة من القلق المتزايد داخل الشارع البلجيكي والأوروبي عمومًا.
اقرأ أيضًا:
