بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم، مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، الذي يزور القاهرة حالياً، القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، أن اللقاء شهد تبادلاً للرؤى بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمتها المستجدات في قطاع غزة، حيث استعرض عبد العاطي الجهود التي تبذلها مصر لدعم الاستقرار والتهدئة، وتنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والانتقال لتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق.
كما عرض وزير الخارجية المصري رؤية بلاده للمرحلة الانتقالية، مؤكداً أهمية تمكين قوة الاستقرار الدولية، وتشكيل لجنة تكنوقراط فلسطينية في قطاع غزة، تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية، وبدء التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
وشدد عبد العاطي على رفض مصر لأي إجراءات من شأنها تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة أو تقويض فرص حل الدولتين، مؤكداً ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بدوره لوقف التصعيد في الضفة الغربية وهجمات المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين، ومندداً بالتوسع الاستيطاني.
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في السودان، أعرب وزير الخارجية المصري عن قلق بلاده البالغ إزاء استمرار التصعيد وما أسفر عنه من انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، مستعرضاً الجهود المصرية في إطار الآلية الرباعية للتوصل إلى هدنة إنسانية تقود إلى وقف إطلاق النار، وإنشاء ممرات وملاذات آمنة. وجدد التأكيد على موقف مصر الداعي إلى الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، ودعم مؤسسات الدولة، مع الإشارة إلى وجود خطوط حمراء تمس الأمن القومي المصري.
وبشأن لبنان وسوريا، استعرض عبد العاطي موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة وأمن واستقرار لبنان، داعياً إلى احترام سيادة الأراضي السورية ورفض أي تدخلات تقوض الاستقرار، مع الدعوة إلى عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات الشعب السوري.
وحول الملف النووي الإيراني، أكد وزير الخارجية المصري أهمية مواصلة الجهود لخفض التصعيد وبناء الثقة وتهيئة الظروف للحلول الدبلوماسية، واستئناف الحوار بهدف التوصل إلى اتفاق شامل يراعي مصالح جميع الأطراف ويعزز الأمن والاستقرار الإقليمي.
وفي ما يخص الأزمة الأوكرانية، جدد عبد العاطي موقف مصر الداعي إلى التسويات السلمية عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية، معرباً عن استعداد بلاده للمساهمة في أي جهد يسهم في إنهاء الأزمة.
وعلى صعيد التعاون الثنائي، أكد الوزيران أهمية دفع مشروعات التعاون الجارية، وفي مقدمتها محطة الضبعة للطاقة النووية، والمنطقة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بما يعزز الاستثمارات الروسية في مصر ويوسع آفاق التعاون، إضافة إلى تعزيز التعاون السياحي عبر زيادة رحلات الطيران المباشرة بين البلدين.
من جانبه، أعرب وزير الخارجية الروسي عن تقديره للشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، ولدور مصر الفاعل في دعم السلام والأمن والاستقرار بالمنطقة، مؤكداً أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين الجانبين حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
اقرأ أيضًا:

