أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن القوات الروسية «تحتفظ بالمبادرة الاستراتيجية على امتداد خط المواجهة بالكامل»، مشدداً على أن قوات الردع النووي الاستراتيجية ستواصل لعب دور محوري في منع العدوان والحفاظ على توازن القوى العالمي.
جاء ذلك خلال اجتماع موسّع لمجلس وزارة الدفاع الروسية، أعلن فيه بوتين أن منظومة الصواريخ “أوريشنيك” ستدخل الخدمة القتالية بحلول نهاية عام 2025، كما نوّه بنجاح اختبارات صاروخ “بوريفيستنيك” الجوال الاستراتيجي والمركبة غير المأهولة تحت الماء “بوسيدون”.
العملية العسكرية الخاصة
وقال بوتين إن عام 2025 «شكّل مرحلة مهمة في تحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة»، مؤكداً أن الجيش الروسي «يتقدم بثقة ويدحر قوات العدو وتشكيلاته واحتياطاته، بما في ذلك الوحدات التي وُصفت بالنخبوية».
وأشار إلى أن القوات الروسية دمّرت وحدات «درّبت في مراكز عسكرية غربية ومجهّزة بأسلحة وتقنيات حديثة»، لافتاً إلى تحرير أكثر من 300 بلدة هذا العام، بينها مدن كبيرة حُوّلت إلى نقاط حصينة.
وأضاف أن الخبرات المكتسبة تسمح بـ«تسريع وتيرة الهجوم في الاتجاهات الاستراتيجية»، مؤكداً أن أهداف العملية «ستتحقق»، مع تفضيل الحلول الدبلوماسية إذا توفرت، وإلا «فستُستعاد الأراضي التاريخية بالوسائل العسكرية».
الحوار مع الولايات المتحدة
وأعرب بوتين عن ترحيبه بـ«التقدم المحرز في الحوار مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب»، دون الخوض في تفاصيل إضافية.
السياسة الغربية وأوكرانيا
اتهم الرئيس الروسي حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدعم كييف عبر تدفقات مستمرة من المساعدات العسكرية والمستشارين والمرتزقة والمعلومات الاستخباراتية، معتبراً أن «القوى المدمّرة في كييف، وبالأساس الغرب، هي من أشعلت النزاع».
وشدد على أن روسيا لا تنكر حق أي دولة في الأمن، لكنها تطالب «بالوفاء بالوعود»، وعلى رأسها عدم توسع الناتو شرقاً، مؤكداً أن «كل محاولات الغرب لتدمير روسيا فشلت».
الجاهزية القتالية والتحديث
وأوضح بوتين أن قدرات الجيش الروسي «تتطور باستمرار»، مشيراً إلى انضمام غواصات جديدة و19 سفينة إلى الأسطول هذا العام.
وأكد أن اختبارات بوريفيستنيك وبوسيدون اكتملت بنجاح، وأن هذه الأنظمة بفضل الطاقة النووية «ستبقى فريدة لسنوات طويلة»، مع استمرار العمل عليها رغم دخولها الخدمة.
وشدد على ضرورة مواصلة تحديث القوات المسلحة «بثبات وكفاءة»، مع مراعاة دروس العمليات والتكتيكات الجديدة والتقنيات العسكرية المتسارعة.
الوضع الجيوسياسي
وصف بوتين المشهد الدولي بأنه «متوتر» وقد يصبح «حرجاً» في بعض المناطق، متهماً دول الناتو بتعزيز ونشر قدرات هجومية، بما في ذلك في الفضاء. واعتبر التحذيرات الأوروبية من «هجوم روسي محتمل» على أوروبا «أكاذيب لا أساس لها»، مؤكداً أن موسكو سعت دائماً للحلول الدبلوماسية.
القوات النووية
وأكد أن «الدرع النووي الروسي أكثر تقدماً من أي قوة نووية رسمية أخرى»، وأن لدى روسيا أنظمة تسليح «لا يمتلكها أحد في العالم حالياً»، مشيراً إلى دورها في ردع المعتدين والحفاظ على توازن القوى.
التعاون العسكري والدعم الاجتماعي
أعلن بوتين عزم بلاده تطوير التعاون العسكري والتقني العسكري مع دول أجنبية، مشدداً على أولوية الدعم الاجتماعي للعسكريين وأسرهم، بما يشمل توسيع الضمانات وتحسين الأجور والسكن، مع الإقرار بأن «هناك عملاً إضافياً لا يزال مطلوباً».
وختم الرئيس الروسي بالتأكيد على أن الدولة ستواصل توفير كل أشكال الدعم لـ«مدافعي الوطن» وأسرهم، باعتبار ذلك «أولوية وطنية».
اقرأ أيضًا:

