في خطوة تعكس حسابات انتخابية دقيقة داخل الحزب الجمهوري، منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعمه لعضو الكونغرس الجمهوري المخضرم جون كارتر في الانتخابات التمهيدية، متجاوزاً المرشحة الجمهورية فالنتينا غوميز، التي لم تحظَ بأي تزكية رسمية منه رغم تقاطع خطابها مع التيار الترامبي.
وبحسب مصادر إعلامية أمريكية موثوقة، اختار ترامب دعم كارتر، النائب الحالي عن الدائرة الـ31 في ولاية تكساس، في مواجهة غوميز، وهو ما فُسّر داخل الأوساط الجمهورية على أنه تفضيل واضح لمرشح يتمتع بخبرة تشريعية وفرص فوز أعلى في الانتخابات العامة، على حساب مرشحة تُعد أكثر إثارة للجدل.
ولم يذكر ترامب اسم فالنتينا غوميز في أي بيان أو منشور رسمي، كما لم يصدر عنه أي تأييد مباشر لها، في حين جاء دعمه لكارتر ضمن سياق تزكياته المعتادة لمرشحين جمهوريين يسعون لإعادة الانتخاب أو الفوز بمقاعد حساسة. ويرى مراقبون أن هذا الموقف يمثل عملياً سحباً للغطاء السياسي عن غوميز داخل السباق التمهيدي.
وتُعرف غوميز بخطابها المحافظ المتشدد ومواقفها الصدامية في قضايا الهجرة والهوية والسياسات الثقافية، وهي مواقف تتقاطع مع قاعدة ترامب الشعبية، إلا أن غياب التزكية الرسمية يضعف قدرتها على حشد التمويل واستقطاب الناخبين الجمهوريين الملتزمين بتوجيهات الرئيس السابق.
في المقابل، تعكس خطوة ترامب رسالة واضحة إلى قاعدة التصويت الجمهورية، مفادها أن أولوية المرحلة هي «قابلية الفوز» والانضباط الانتخابي، وليس فقط تبني الخطاب الأكثر حدة. كما تشير إلى سعي ترامب للعب دور صانع القرار داخل الحزب، عبر دعم مرشحين يراهم قادرين على الحفاظ على المقاعد الجمهورية في ظل منافسة محتدمة.
ويخلص محللون إلى أن دعم ترامب لجون كارتر بدلاً من فالنتينا غوميز لا يعكس خلافاً أيديولوجياً بقدر ما يعبر عن حسابات سياسية وانتخابية، في وقت يسعى فيه الحزب الجمهوري إلى توحيد صفوفه وتعزيز فرصه في الاستحقاقات المقبلة، خصوصاً في الدوائر المتأرجحة.
اقرأ أيضًا:
