أعلنت الولايات المتحدة، يوم الجمعة 12 ديسمبر 2025، أن الأدميرال ألفين هالسي، القائد الأعلى للقوات العسكرية الأمريكية في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، تقاعد قبل موعده المتوقع بنحو سنتين وسلم قيادة القيادة الجنوبية الأمريكية (U.S. Southern Command) لنائبه.
وجاء هذا التغيير في القيادة بينما تشهد المنطقة تصاعدًا في التوترات مع فنزويلا، تتضمن مناورات عسكرية، ونشر قوات في البحر الكاريبي، وعمليات عسكرية ضد ما تصفه واشنطن بـ«قوارب مهربي المخدرات»، التي أثارت انتقادات واسعة داخل وخارج الولايات المتحدة.
وفي مراسم رسمية في مقر القيادة الجنوبية قرب ميامي بولاية فلوريدا، تم تسليم السلطة إلى اللواء ركن إيفان بيتوس من سلاح الجو الأمريكي، الذي يتولى قيادة القيادة الجنوبية بشكل مؤقت لحين ترشيح قائد دائم من قبل إدارة الرئيس الأمريكي.
أسباب التقاعد وردود الفعل
هالسي، الذي خدم في البحرية الأمريكية لأكثر من 37 عامًا وبدأ قيادة القيادة الجنوبية في نوفمبر 2024، أعلن تقاعده رسميًا دون أن يوضح أسباب مبكرة لمغادرته المنصب، في تصريح مقتضب قال فيه إنه اتخذ القرار لأسباب شخصية بعد مسيرة طويلة في الخدمة العسكرية.
لكن تقارير إعلامية نقلت عن مصادر مطلعة أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث كان غير راضٍ عن أداء القيادة في ظل تصاعد العمليات العسكرية في المنطقة مما أدى إلى توتر العلاقة بينه وبين هالسي، وهو ما دفع نحو التغيير القيادي.
ولم يذكر البيان الرسمي أسباب الاستقالة، بينما يشير مسؤولون وسياسيون إلى أن التقاعد المبكر جاء في سياق توسيع الدور العسكري الأمريكي في الكاريبي وأمريكا اللاتينية، وخاصة مع فنزويلا. في المقابل، أثار التغيير قلق بعض نواب الكونغرس الذين يرون أن الاستمرار في هذه العمليات دون توضيح قانوني يثير الكثير من التساؤلات.
سياق العمليات العسكرية
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه المنطقة زيادة ملحوظة في الوجود العسكري الأمريكي في البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى والجنوبية، مع نشر فرق حاملة طائرات وقوات برمائية، في إطار ما تصفه واشنطن بمحاربة مهربي المخدرات وحماية المصالح الأمنية، في حين يرى البعض أنها جزء من سياسة أوسع ضغط على حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
ويعد هذا التغيير في قيادة القوات الأمريكية في أمريكا اللاتينية أحد أبرز التحولات القيادية في صفوف الجيش الأمريكي مؤخرًا، ويثير تساؤلات حول استراتيجية واشنطن العسكرية في المنطقة وأثرها على العلاقات مع دول أميركا اللاتينية وحلفائها.
اقرأ أيضًا:

