كشفت مصادر مطلعة أن أوكرانيا قدمت إلى البيت الأبيض خطة سلام محدثة تتضمن إنشاء «منطقة اقتصادية حرة» منزوعة السلاح في إقليم دونباس شرق البلاد، تسمح بعمل مصالح تجارية أمريكية، في مسعى واضح لاستمالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودفعه لدعم مسار التسوية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب «على علم» بالخطة الجديدة المؤلفة من 20 بنداً، والتي أرسلتها كييف إلى الإدارة الأمريكية هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن الرئيس لا يزال متشككاً بإمكانية تحقيق اختراق قريب.
وأوضح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن المقترح ينص على حظر وجود القوات الروسية والأوكرانية في المنطقة العازلة المقترحة بشرق البلاد، معتبراً ذلك «حلاً وسطاً» مقارنة بخطة سابقة كانت تمنح القوات الروسية السيطرة على الإقليم. وأكد أن بلاده لن تسحب قواتها إلا بعد الحصول على «ضمانات أمنية حقيقية» من الحلفاء لمنع أي هجوم روسي مستقبلي.
وبحسب مصدرين مطلعين على تفاصيل الخطة، فإن المقترح صيغ هذا الأسبوع بمشاركة قادة أوروبيين، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة حول استعداد موسكو لقبوله، خاصة في ظل إصرارها على السيطرة الكاملة على دونباس ورفضها أي احتمال لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وأضاف المصدران أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى أوكرانيا بوصفها الطرف الأضعف في النزاع، خصوصاً بعد تداعيات فضيحة فساد داخلية أدت إلى استقالة رئيس مكتب زيلينسكي السابق. وأشار أحدهما إلى أن البيت الأبيض يستخدم هذه التطورات للضغط على القيادة الأوكرانية، لافتاً إلى أن فرص مشاركة ترامب في محادثات إضافية بأوروبا تبقى ضعيفة ما لم تطرأ تعديلات جوهرية على الخطة.
وفي سياق متصل، قالت ليفيت إن مشاركة الولايات المتحدة في اجتماعات مرتقبة بباريس نهاية الأسبوع «لا تزال قيد التقييم»، مؤكدة أن الإدارة لا ترغب في «اجتماعات من أجل الاجتماعات فقط». وأفادت مصادر دبلوماسية بأن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف يعتزم المشاركة في محادثات أمنية خلال الأيام المقبلة.
وأكد زيلينسكي أنه أجرى «نقاشاً معمقاً وبناءً» حول الضمانات الأمنية مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيغسيث، إلى جانب مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وأمين عام حلف الناتو مارك روته. وفي أوروبا، قال مسؤول دفاعي أوروبي إن دولاً حليفة تدرس نشر قوات ومعدات مراقبة داخل أوكرانيا لمتابعة تنفيذ أي اتفاق سلام محتمل، موضحاً أن هذه القوات لن تشارك في القتال على خطوط الجبهة.
وتشير الخطة المعدلة أيضاً إلى حذف بند سابق يمنع أوكرانيا من الانضمام إلى «ناتو» مستقبلاً، كما تتضمن التزاماً بإجراء انتخابات في البلاد بعد التوصل إلى اتفاق سلام، وهي مطالب لطالما دفعت بها موسكو وواشنطن. غير أن مراقبين يرون أن هذه التنازلات قد لا تكون كافية لإقناع روسيا بإنهاء النزاع.
وبحسب صحيفة «البليتكو»، تم إعداد هذه الخطة بتفاصيل دقيقة مع إشراك قادة أوروبيين، في محاولة لتحقيق تسوية محتملة في شرق أوكرانيا.
اقرأ ايضًا:
