جددت المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة تأكيدها على مركزية القضية الفلسطينية واعتبارها جوهر الصراع في الشرق الأوسط، مشددة على أن الشعب الفلسطيني هو الطرف الوحيد صاحب الحق الأصيل في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وجاء هذا الموقف في كلمة دولة الكويت، التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي باعتبارها رئيس المجموعة العربية للشهر الجاري، وذلك خلال جلسة للجمعية العامة خُصصت لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية.
ترحيب بوقف إطلاق النار وجهود الوساطة الدولية
وأشاد البناي بما وصفه بـ”الزخم الدولي الجديد” الذي أحدثه المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية، الذي ترأسته كلٌّ من السعودية وفرنسا، مؤكداً أنه شكّل خطوة مهمة نحو إعادة إحياء المسار السياسي.
كما رحّب باسم المجموعة العربية باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والذي أتاح تعزيز دخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن الرهائن والسجناء، مشيراً إلى تقدير الجهود التي بذلتها مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة للوصول إلى الاتفاق.
وأكد أن تثبيت هذا الاتفاق بشكل شامل ودائم هو مسؤولية جماعية تتطلب التزاماً كاملاً من سلطات الاحتلال.
مطالبة بفتح المعابر وإدانة القيود على المساعدات
وشدد السفير البناي على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون أي عوائق، وفتح جميع المعابر لضمان تدفّق الغذاء والدواء والوقود إلى سكان القطاع، محذراً من أن القيود الإسرائيلية تشكل “انتهاكاً صارخاً” للقانون الدولي الإنساني.
كما دعا إلى تمكين وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة من العمل دون عراقيل أو تهديد.
إعادة إعمار غزة ومحاسبة مرتكبي الجرائم
وأعرب مندوب الكويت عن تطلع المجموعة العربية إلى المشاركة في مؤتمر إعادة إعمار غزة المقرر عقده في القاهرة، مؤكداً ضرورة توافر دعم دولي واسع لتأمين إعادة الإعمار بشكل عاجل ومستدام وبعيد عن أي اشتراطات سياسية.
كما سلط الضوء على مبدأ عدم الإفلات من العقاب، مؤكداً أن الجرائم المرتكبة في غزة من قتل المدنيين وقصف البنية التحتية وحرمان السكان من الغذاء والدواء تتطلب مساءلة كاملة.
رفض استهداف الأونروا والتحذير من تصاعد العنف في الضفة
وأكد البناي أهمية الدور الحيوي الذي تؤديه وكالة “الأونروا” باعتبارها “شريان حياة” للاجئين الفلسطينيين، رافضاً أي محاولات لتقويض دورها.
كما عبّر عن قلقه الشديد من تصاعد العنف في الضفة الغربية واعتداءات المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال، واصفاً ذلك بأنه “خرق واضح للقانون الدولي”.
إدانة الانتهاكات في لبنان وسوريا
وفي الشأن اللبناني، دانت المجموعة العربية الانتهاكات الإسرائيلية اليومية للسيادة اللبنانية، بما في ذلك الخروقات الجوية والبرية، واستمرار الاحتلال في مواقع حدودية داخل الأراضي اللبنانية.
أما في سوريا، فاستنكر البناي الهجوم الإسرائيلي الأخير على بلدة بيت جن والذي أدى إلى استشهاد 13 مدنياً ونزوح عشرات السكان.
ختام الكلمة: لا أمن ولا استقرار دون إنهاء الاحتلال
واختتم السفير البناي بالتأكيد على أن استمرار الاحتلال وسياساته يمثل السبب الجذري لعدم الاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن السلام العادل والدائم لن يتحقق إلا بترجمة الشرعية الدولية إلى واقع ملموس يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
اقرأ أيضًا:
العازمي يبحث تعزيز التعاون العسكري في “إيديكس 2025” بالقاهرة
