تشهد شركة الاتصالات الإسبانية العملاقة «تيليفونيكا» واحدة من أضخم عمليات إعادة الهيكلة في تاريخها الحديث، بعد إعلانها المضيّ قدماً في خطة ستؤدي إلى تسريح 6,088 موظف، أي ما يعادل 35% من إجمالي قوتها العاملة، وفق ما أفاد به التلفزيون الإسباني الرسمي.
وذكرت المصادر أن عدد موظفي الشركة سينخفض من 17,348 موظفاً إلى 11,260 موظفاً خلال النصف الأول من العام المقبل، في خطوة تهدف إلى خفض التكاليف التشغيلية وتعزيز كفاءة الشركة بعد تسجيلها خسائر صافية بلغت مليار يورو حتى نهاية سبتمبر الماضي.
خسائر وبيع أصول :
تأتي عملية التسريح بعد سلسلة من التحركات المالية التي شملت بيع عدد من الشركات الفرعية التابعة للمجموعة في كلٍّ من الأرجنتين والإكوادور والأوروغواي، ضمن مسار لإعادة ترتيب الأصول وتخفيف الضغوط المالية على المجموعة.

غضب حكومي واعتراضات نقابية :
وقد أثارت الخطوة غضب الحكومة الإسبانية، حيث وصفت وزيرة العمل يولاندا دياز القرار بأنه “غير مقبول”، داعية الشركة إلى تقديم بدائل تحمي العاملين وتجنب الفصل القسري، خصوصاً أن الحكومة تمتلك نحو 10% من أسهم «تيليفونيكا».
كما أعلنت نقابات العمال الكبرى رفضها القاطع للخطة، معتبرة أنها “غير مبررة”، مشيرة إلى أن قطاع الاتصالات ما يزال يحقق أرباحاً تشغيلية قوية رغم الضغوط. وأكدت النقابات أن المفاوضات الرسمية ستستمر لمدة 30 يوماً بين الشركة وممثلي العمال.
خطوة قد تغيّر خريطة سوق الاتصالات :
ويرى مراقبون أن هذه العملية الضخمة قد تكون مقدمة لتحولات أوسع في سوق الاتصالات الأوروبي، في ظل منافسة متزايدة، وارتفاع تكاليف الاستثمار في البنية الرقمية، وتراجع الإيرادات التقليدية للشركات.
وتبقى الأنظار متجهة نحو نتائج المفاوضات مع النقابات، وتأثير هذه الخطوة على الخدمات، والعمال، ومستقبل الشركة خلال 2026 وما بعده.
اقرأ أيضًا:
أوروبا تحقق مع دويتشه بنك حول “التسوية الصافية” وسط مخاوف الأسواق المالية

