نفّذ الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد غارة جوية مفاجئة على مبنى سكني في حيّ حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، ما أسفر عن اغتيال هيثم علي طبطبائي، أحد أبرز القادة العسكريين في حزب الله، والذي تصفه إسرائيل بأنه “رئيس أركان” الحزب والمسؤول العسكري الثاني بعد الأمين العام.
وأكدت وزارة الصحة اللبنانية أن الغارة أدت إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 28 آخرين بجروح متفاوتة، في هجوم يعتبر الأول من نوعه داخل عمق الضاحية منذ أشهر، ما يشكل خرقاً واضحاً لمسار التهدئة الهش على الجبهة اللبنانية.
تفاصيل عملية الاغتيال:
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن طبطبائي كان “العقل العملياتي الأهم” لحزب الله في السنوات الأخيرة، ويتولى إدارة ملف تطوير القدرات القتالية ووحدات النخبة، معتبرة أن استهدافه جاء لمنع ما وصفته بـ “إعادة بناء القوة العسكرية” للحزب.
وذكرت إسرائيل أن العملية تمت “بضربة دقيقة” بعد مراقبة استخباراتية مطوّلة، بينما أظهرت الصور القادمة من الضاحية دماراً كبيراً في المبنى المستهدف.
ردود فعل لبنانية غاضبة :
الحكومة اللبنانية اعتبرت الهجوم اعتداءً صارخاً على السيادة ومحاولة لجرّ لبنان إلى مواجهة جديدة، محذّرة من أن استمرار الضربات قد يقوّض الاستقرار الداخلي ويعيد البلاد إلى أجواء المواجهة الواسعة.
مصادر مقرّبة من حزب الله اكتفت بالإشارة إلى أن الحزب “سيردّ في التوقيت والطريقة المناسبين”، من دون إعلان فوري عن طبيعة الرد.
تصعيد يهدّد بتوسّع المواجهة :
يأتي هذا التطور في ظل حالة توتر مستمر بين حزب الله والاحتلال منذ الحرب على غزة، رغم التفاهمات الدولية التي سعت إلى تجنّب فتح جبهة شاملة في لبنان.
ويحذّر مراقبون من أن اغتيال شخصية بوزن طبطبائي قد يدفع نحو تغيير قواعد الاشتباك، ويرفع احتمالات الرد العسكري، بما قد يعيد المنطقة إلى دائرة التصعيد.
اقرأ أيضًا:
وفاة محتجز صيني في مركز للهجرة بأميركا… وعائلته تقاضي الحكومة بحثاً عن الحقيقة
