أعادت قضية وفاة المواطن الصيني تشاو فِينغ غه (Chaofeng Ge) داخل مركز احتجاز تابع لسلطات الهجرة الأميركية إلى الواجهة ملفّ ظروف الاحتجاز في مراكز الهجرة بالولايات المتحدة، بعد أن رفعت عائلته دعوى قضائية تطالب بالكشف عن ملابسات ما تعتبره “وفاة غامضة” داخل السجن.
تفاصيل الحادثة :
وبحسب بيان رسمي صادر عن وكالة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)، توفي تشاو فِينغ غه، البالغ من العمر 32 عاماً، في 5 أغسطس 2025 داخل مركز Moshannon Valley Processing Center في ولاية بنسلفانيا، حيث كان محتجزاً على ذمة قضية متعلقة بوضعه الهجري. وأكدت الوكالة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الوفاة كانت انتحاراً، وأن المحتجز عُثر عليه في حمّام المركز وعليه رباط قماشي حول العنق، قبل أن تُفشل محاولات إنعاشه طبياً.
تشاو فِينغ غه، وهو مقيم سابق في حيّ كوينز في نيويورك، كان قد نُقل إلى مركز الاحتجاز قبل أيام قليلة فقط من وفاته، وذلك بانتظار استكمال إجراءاته أمام سلطات الهجرة الأميركية. 
عائلة الضحية: أسئلة بلا إجابات
رغم الرواية الرسمية، تقول عائلة غه إنها لم تحصل حتى الآن على معلومات كافية أو شفافة حول ما جرى داخل مركز الاحتجاز في الساعات التي سبقت الوفاة، مشيرة إلى وجود “ثغرات” في التقارير المقدّمة لهم. وقد عبّر شقيقه يانفِينغ غه، خلال مؤتمر صحفي في ساحة فولي سكوير في مانهاتن في 12 نوفمبر 2025، عن غضب العائلة من “صمت السلطات” ورفضها تزويدهم بوثائق كاملة عن ظروف الاحتجاز والتحقيق. 
وأعلنت العائلة، عبر فريقها القانوني، عن دعوى قضائية بموجب قانون حرية المعلومات (FOIA) ضد الحكومة الأميركية ووكالة الهجرة والجمارك، تطالب فيها بالحصول على كل السجلات المرتبطة باحتجاز تشاو فِينغ غه، بما في ذلك تسجيلات الكاميرات، وتقارير الحراسة، والسجلات الطبية داخل المركز.
رد السلطات الأميركية :
من جانبها، قالت وزارة الأمن الداخلي ووكالة الهجرة والجمارك إن كل حالات الوفاة أثناء الاحتجاز “مأساوية وتخضع لتحقيق شامل”، مؤكدة أن الوكالة “ملتزمة بتوفير بيئة آمنة وإنسانية للمحتجزين في مراكزها”، وأن التحقيق في وفاة غه يجري بالتنسيق مع شرطة ولاية بنسلفانيا والجهات المختصة. 
وتشير بيانات رسمية إلى أن وفاة غه تندرج ضمن سلسلة من حالات الوفاة لمحتجزين في مراكز ICE خلال السنوات الأخيرة، ما أثار انتقادات متكررة من منظمات حقوقية أميركية ودولية تطالب بمزيد من الرقابة على هذه المرافق وتحسين ظروف الاحتجاز فيها. 
دلالات القضية :
يرى مراقبون أن قضية تشاو فِينغ غه تسلّط الضوء على ثلاثة محاور أساسية في النقاش الدائر حول سياسات الهجرة الأميركية:
1. شفافية التحقيقات في حالات الوفاة داخل مراكز الاحتجاز، وحجم المعلومات المتاحة للعائلات والرأي العام.
2. المعايير الطبية والنفسية المتبعة في التعامل مع المحتجزين المعرّضين للانهيار أو الضغوط النفسية الحادة.
3. دور القضاء والإعلام في مراقبة أداء مراكز الاحتجاز الخاصة التي تُدار عبر شركات متعاقدة مع الحكومة الفدرالية.
ومع استمرار العائلة في معركتها القانونية للحصول على إجابات، تبقى قضية تشاو فِينغ غه مثالاً جديداً على الجدل المتصاعد حول أوضاع المهاجرين المحتجزين في الولايات المتحدة، في ملفّ يتقاطع فيه الإنسانـي والقانوني والسياسي على حدّ سواء.
اقرأ أيضًا:
