في خطوة كروية مهمة، حقق المنتخب العراقي انتصارًا ثمينًا على نظيره الإماراتي بنتيجة 2-1 في مباراة إياب الملحق الآسيوي المؤهّل لتصفيات كأس العالم 2026. وقد جرت المواجهة على ملعب البصرة الدولي وسط حضور جماهيري كثيف أعطى المباراة طابعًا استثنائيًا. ومن ثمّ، بات العراق أقرب من أي وقت مضى إلى المرحلة النهائية من التصفيات العالمية.
أولًا: تفاصيل المباراة وأهدافها
بدأت المباراة بإيقاع سريع من جانب المنتخب العراقي، الذي حاول منذ الدقائق الأولى فرض سيطرته. وفي الدقيقة 25، نجح اللاعب علي الحمادي في تسجيل الهدف الأول بعد هجمة منظمة، مما أعطى العراق الدافع للتقدم بثقة أكبر.
وبعد ذلك، واصل أسود الرافدين الضغط الهجومي، وفي الدقيقة 67 تمكن إبراهيم بايش من تعزيز النتيجة بهدف ثانٍ، ليضع منتخب بلاده في موقف مريح نسبيًا.
في المقابل، حاول المنتخب الإماراتي العودة إلى المباراة، وفي الدقيقة 82 سجّل اللاعب علي صالح هدفًا قلّص الفارق، لكنّ الوقت لم يسعف الأبيض لإدراك التعادل. وعلى الرغم من ذلك، قدّم المنتخب الإماراتي أداءً قتاليًا حتى اللحظات الأخيرة.
ثانيًا: مقارنة بين مباراة الذهاب والإياب
من الجدير بالذكر أن مباراة الذهاب التي أُقيمت في أبوظبي كانت قد انتهت بالتعادل 1-1. لذلك، دخل العراق مباراة الإياب وهو يدرك أهمية الفوز، خاصة مع أفضلية اللعب على أرضه ووسط جماهيره.
وفي المقابل، حاول منتخب الإمارات المحافظة على توازنه الدفاعي، ولكنّ الضغط العراقي — بالإضافة إلى حماس الجمهور — جعلا المواجهة أكثر صعوبة.
وبالتالي، تفوّق العراق في مجموع المباراتين بنتيجة 3-2، ليحسم بطاقة التأهل إلى المرحلة النهائية بجدارة.
ثالثًا: دور الجماهير وتأثير الأجواء في البصرة
شهد ملعب البصرة الدولي حضورًا كثيفًا شكّل لوحة جماهيرية مذهلة. علاوة على ذلك، كان الدعم الجماهيري عنصرًا حاسمًا، إذ لعب دورًا كبيرًا في رفع معنويات اللاعبين طوال المباراة.
كما أن الأجواء الحماسية — بالإضافة إلى التنظيم الجيد — أعطت المباراة طابعًا يليق بمنافسات التصفيات العالمية.
رابعًا: ماذا ينتظر العراق في المرحلة المقبلة؟
بعد هذا الانتصار المهم، ينتظر العراق مواجهة أحد المنتخبات في الملحق القاري. وهذا يعني أنّ أسود الرافدين أصبحوا أقرب خطوة نحو بلوغ نهائيات كأس العالم 2026 لأول مرة منذ مونديال 1986.
وبالتالي، فإن الحلم الذي طال انتظاره أصبح ممكنًا، خاصة في ظل التطور الملحوظ الذي يعيشه المنتخب خلال السنوات الأخيرة. كما أن الفوز على الإمارات سيمنح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة قبل الدخول في المرحلة المقبلة التي ستكون أكثر صعوبة وتحديًا.
خامسًا: قراءة تحليلية في أداء المنتخب العراقي
على الرغم من الضغط الكبير، قدّم لاعبو العراق أداءً متوازنًا بين الدفاع والهجوم. ومن ناحية أخرى، بدا واضحًا التطور التكتيكي الذي يعتمد عليه الجهاز الفني، خصوصًا في تنظيم الهجمات المرتدة.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت المهارات الفردية دورًا مهمًا، حيث ظهر علي الحمادي وبايش بمستوى مميز. وفي المقابل، كانت هناك لحظات ارتباك دفاعي سمحت للإمارات بتقليص النتيجة، لكن العراق نجح في السيطرة على الدقائق الأخيرة باحترافية.
ختامًا
في النهاية، يمكن القول إن هذا الانتصار لم يكن مجرد ثلاثة أهداف في مجموع المباراتين، بل كان رسالة واضحة بأن المنتخب العراقي يسير في الاتجاه الصحيح نحو حلم المونديال. ومع ذلك، فإن المرحلة المقبلة تحتاج إلى تركيز أكبر، خصوصًا مع مواجهة منتخبات قوية تسعى هي الأخرى إلى استخراج بطاقة التأهل.
ومع كل ذلك، يبقى جمهور العراق — كما هو دائمًا — السند الأقوى والداعم الأبرز في رحلة أسود الرافدين نحو العالمية.
أقرأ أيضًا:
