في خطوة تعكس تحوّلاً استراتيجيًا لافتاً، أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) عن بيع حصصه في تسع شركات أمريكية مدرجة في أسواق المال خلال الربع الثالث من عام 2025. بالفعل، أدى هذا الإجراء إلى خفض قيمة محفظة الصندوق في الأسهم الأمريكية إلى نحو 19.4 مليار دولار. نتيجة لذلك، سجل هذا انخفاضاً قوياً بنسبة تُقدّر بـ 18٪ مقارنة بالربع السابق.
1. استراتيجية التحول: التركيز على رؤية 2030
يأتي هذا التحرك ضمن إطار رغبة المملكة العربية السعودية في تعزيز استثماراتها داخل الاقتصاد المحلي. علاوة على ذلك، يدعم هذا التوجه الاستراتيجي الهيكلة الجديدة للاقتصاد السعودي ضمن مظلة رؤية 2030.
- الأهداف الوطنية: على وجه الخصوص، ينصب التركيز بشكل أساسي على المشاريع الوطنية العملاقة. على سبيل المثال، نجد مشروع “نيوم” في المقدمة. بالإضافة إلى ذلك، تشمل المبادرات المدن المستدامة. وكذلك الأمر، تركز المبادرات على مشاريع الطاقة المتجددة.
- تغيير التوجه: وبالتالي، يشير هذا التحرك إلى تغيير جوهري في توجّه صندوق الاستثمارات العامة. فبدلاً من ذلك، بدلاً من الاستثمار الخارجي المكثف، بات التركيز الآن ينصب بشكل أكبر على الداخل لدعم الاقتصاد الوطني.
2. الشركات التي باع الصندوق حصصه فيها
أظهرت البيانات أن عملية بيع حصص PIF شملت مجموعة متنوعة من القطاعات التكنولوجية والصناعية والمالية. إذًا، شملت قائمة أبرز الشركات الأمريكية التي خرج منها الصندوق ما يلي:
| الشركة | القطاع الرئيسي |
| Visa Inc | التكنولوجيا المالية (FinTech) |
| Adobe Inc | البرمجيات والتصميم |
| Pinterest Inc | التكنولوجيا – التواصل الاجتماعي |
| Walmart Inc | التجزئة والبيع المباشر |
| Linde PLC | الصناعات الكيميائية والغازات الصناعية |
| Prologis Inc | الخدمات اللوجستية والعقارية |
| Cummins Inc | الصناعات الثقيلة والطاقة |
| Air Products & Chemicals Inc | الكيميائيات – الغازات الصناعية |
| Avery Dennison Corp | المواد اللاصقة والتغليف |
3. التحليل الاستراتيجي: إعادة تشكيل المشهد الاستثماري
يثبت بيع صندوق الاستثمارات العامة لحصصه في هذه المجموعة من الشركات الأمريكية أن السعودية لا تزال تعيد تشكيل مشهدها الاستثماري. هدفها الأساسي هنا هو تحقيق توازن دقيق بين عنصرين:
- الأسواق العالمية: من ناحية، الحفاظ على جاذبية الأسواق العالمية للاستثمارات.
- الاقتصاد الوطني: وفي الوقت نفسه، تلبية ضرورة تعزيز الاقتصاد الوطني ودعم المشاريع العملاقة محلياً. بالإضافة لذلك، يعزز هذا الموقف قدرة المملكة على المناورة.
خلاصة: توازن استثماري جديد
يعكس تحرك PIF الأخير تركيزاً متزايداً على تنفيذ محاور رؤية 2030 وتمكين القطاع الخاص السعودي. في الختام، يمثل هذا التحول خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاستدامة الاقتصادية طويلة المدى. ولذلك، يتم ذلك عبر تموضع استثماري جديد يضع الداخل أولوية قصوى.
اقرأ ايضًا :
اتفاق سياحي مشترك بين السعودية وقطر لتعزيز التعاون الخليجي وجذب الزوار الإقليميين
