أثار السفير الأميركي لدى تركيا، توم باراك جونيور، جدلاً واسعاً في لبنان عقب تصريح اعتُبر مسيئاً للصحفيين. في الواقع، قال باراك مخاطباً الصحفيين الذين تجمّعوا حوله: «The moment this starts becoming chaotic like, animalistic we’re gone». هذا الوصف اعتبرته وسائل الإعلام اللبنانية جارحاً ومهيناً. بالإضافة إلى ذلك، دفع هذا الحادث نقابات الصحافة إلى إصدار بيانات استنكار. وفي نهاية المطاف، عبّرت رئاسة الجمهورية اللبنانية عن أسفها لما صدر «من ضيف على منصة القصر».
1. واقعة بيروت: كلمة “Animalistic” وأزمة دبلوماسية صغيرة
شكلت واقعة تصريح باراك في بيروت محطة حرجة في مسار السفير. إذ تزامنت مع زيارة رسمية رفيعة المستوى لبلد يمر بظروف سياسية دقيقة.
- ردود الفعل الإعلامية: الصحفيون اللبنانيون اعتبروا عبارته «متكبّرة» و«غير لائقة». كما أن وسائل إعلام دولية وصفت الواقعة بأنها «تعرّض لمبادئ العمل الإعلامي».
- الاعتراف بالخطأ: ورغم أن باراك اعترف لاحقاً بأن استخدامه كلمة “animalistic” كان «غير مناسب»، فإنه لم ينجُ من موجة الانتقادات التي أعادت إلى الواجهة ملفاته القديمة.
2. تراكم الملفات: قضايا قانونية ووثائق أبستين
أعادت أزمة بيروت الجدل حول سجل توم باراك، الذي واجه سابقاً تحقيقات رسمية:
أ. قضايا قانونية سابقة
سبق لباراك أن واجه في الولايات المتحدة اتهامات فدرالية، من ضمنها «الكذب على المحققين» و«عرقلة العدالة» عام 2021. صحيح أن القضاء الأمريكي برّأه في نوفمبر 2022 من جميع التهم، لكن حضور هذه القضايا بقي قائماً في السجالات السياسية والإعلامية.
ب. ذكر اسمه في وثائق أبستين
عاد اسم السفير إلى التداول الإعلامي مؤخراً بعد نشر وثائق جيفري أبستين في الكونغرس. في الواقع، ظهر بريد إلكتروني من عام 2016 يطلب فيه أبستين من باراك: «أرسل لي صورة لك ومع طفل». على الرغم من أن الوثائق لم تتضمّن أي اتهام جنائي مباشر، إلا أن مجرد ظهور اسمه ضمن مراسلات أبستين الشخصية شكّل مادة إعلامية واسعة.
3. منصب حساس وشخصية موضع جدل
يُنظر إلى توم باراك في الدوائر الأميركية باعتباره شخصية تمتلك شبكة علاقات قوية في الشرق الأوسط. لذلك، كان تعيينه سفيراً في أنقرة قراراً ذا طبيعة سياسية.
ومع ذلك، يرى متابعون أنّ تراكم الأحداث من القضايا السابقة، إلى ظهور اسمه في وثائق أبستين، إلى أزمة بيروت جعلت صورته الدبلوماسية عرضة لـ تشكيك أكبر. بالإضافة إلى ذلك، هذا يزيد من أهمية الانضباط في مناطق سياسية شديدة الحساسية مثل تركيا ولبنان.
خلاصة تحليلية: مصير “الكلمة الواحدة”
تشير قراءة السياق العام إلى أن الملفات القانونية السابقة، ووثائق أبستين، ما زالت حاضرة سياسياً وإعلامياً. إذًا، شكّلت واقعة بيروت اختباراً حقيقياً لطريقة السفير في التعامل الدبلوماسي مع الإعلام. وفي الختام، يضع هذا مجمل العناصر توم باراك في دائرة التدقيق المستمر، ويؤكد أن الكلمة الواحدة قادرة على تحريك ملفات ظنّ البعض أنها طُويت.
