الأربعاء - 2025/11/19 4:49:21 مساءً

NE

News Elementor

هذا الموقع بــرعاية

الصين تطلق إصلاحات تعليمية شاملة لتخفيف الضغط الدراسي وتعزيز صحة الطلبة

محتوي الخبر

في خطوة جديدة نحو إصلاح النظام التعليمي، أعلنت السلطات الصينية عن حزمة تغييرات واسعة تهدف إلى تخفيف الضغط الدراسي وتحسين صحة الأطفال.
وجاء الإعلان بعد ارتفاع القلق بين الأسر من ظاهرة “الإرهاق الدراسي” التي تؤثر على ملايين الطلبة في مختلف المراحل.

إجراءات جديدة لتقليل العبء الدراسي

قررت الحكومة خفض الواجبات المنزلية لطلبة المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، حتى يتمكنوا من الحصول على وقت راحة كافٍ.
كما قررت وزارة التعليم منع استخدام الهواتف المحمولة داخل الفصول الدراسية، حفاظًا على تركيز الطلاب وتشجيعهم على التفاعل المباشر.

بالإضافة إلى ذلك، ألزمت الوزارة المدارس بتوفير ساعتين من الأنشطة الرياضية يوميًا، من أجل تحسين اللياقة والصحة العامة.
وأكدت أن النشاط البدني المنتظم يعزز الانتباه ويقلل التوتر داخل الصفوف.

تنظيم النوم ومراقبة مراكز الدروس

علاوة على ذلك، وجهت الوزارة المدارس إلى تعديل جداول النوم اليومية لتضمن حصول الطلبة على ساعات نوم كافية.
كما شددت على مراقبة مراكز الدروس الخصوصية للحد من الضغط الزائد.
وقالت الوزارة إن بعض المراكز كانت تفرض دروسًا طويلة وغير ضرورية تؤدي إلى الإرهاق النفسي للطلبة.

على سبيل المثال، ستُغلق المراكز التي تتجاوز الساعات المسموح بها أو تقدم برامج غير مرخصة.
وتهدف هذه الخطوات إلى توفير بيئة تعليمية متوازنة وصحية لجميع الطلاب.

مواجهة ظاهرة “الإرهاق الدراسي”

تؤكد وزارة التعليم أن هذه الإصلاحات جاءت بعد دراسات موسعة أظهرت ارتفاع معدلات الإجهاد النفسي بين الطلبة.
ويعاني الأطفال في الصين من قلة النوم والتوتر المزمن بسبب الضغط الدراسي المستمر.

في المقابل، يرى خبراء التعليم أن تخفيف الواجبات وتنظيم الوقت يساعد على تحسين الأداء الأكاديمي على المدى الطويل.
ويشيرون إلى أن الطالب الذي يحصل على قسط كافٍ من الراحة يصبح أكثر تركيزًا وقدرة على الفهم والإبداع.

أبعاد اجتماعية واقتصادية

تحاول الحكومة من خلال هذه التغييرات تعزيز الاستقرار الاجتماعي في ظل انخفاض معدلات الولادة.
ويرى محللون أن تكاليف التعليم المرتفعة وضغوط الدراسة تمنع الكثير من الأسر من إنجاب المزيد من الأطفال.
لذلك، تهدف بكين إلى تخفيف الأعباء التعليمية لتشجيع الأسر على التوسع في الإنجاب.

كما تحمل الإصلاحات أبعادًا اقتصادية مهمة.
فقطاع الدروس الخصوصية في الصين يحقق مليارات الدولارات سنويًا.
ومع تطبيق القوانين الجديدة، ستضطر الشركات التعليمية إلى إعادة هيكلة نشاطها لتتناسب مع السياسات الجديدة.

تحول في أولويات القيادة الصينية

تؤكد الأوساط الدولية أن بكين بدأت تحولًا واضحًا في أولوياتها نحو تحسين جودة الحياة الأسرية ورفاهية الأطفال.
فبدلًا من التركيز على التنافس الأكاديمي فقط، أصبح الهدف بناء جيل أكثر توازنًا نفسيًا وصحيًا.

ومن جهة أخرى، تأتي هذه السياسة في وقت تواجه فيه الصين تباطؤًا اقتصاديًا وتحديات داخلية.
ولذلك تسعى القيادة إلى إعادة التوازن بين النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي.

أخيرًا، ينتظر المراقبون نتائج تطبيق هذه القرارات على أرض الواقع.
ويبقى السؤال: هل ستنجح الصين في تخفيف الضغط الدراسي عن ملايين الطلبة وتحقيق تغيير فعلي في نظامها التعليمي؟

الاكثر قراءة

اشترك معنا

برعايـــة

حقوق النشر محفوظة لـ أخبار الكويت © 2025
تم تصميمه و تطويره بواسطة

www.enogeek.com