اختتمت معالي لانا زكي نسيبة، وزيرة الدولة الإماراتية، زيارة رسمية إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، حيث عقدت سلسلة من الاجتماعات لبحث آفاق التعاون بين الإمارات وقبرص. يهدف هذا التنسيق إلى الاستعداد لـ رئاسة قبرص للاتحاد الأوروبي 2026، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية في منطقة شرق البحر المتوسط.
1. التنسيق الثنائي لرئاسة قبرص للاتحاد الأوروبي 2026
أكد الجانبان خلال المحادثات عمق العلاقات التاريخية بين البلدين وحرصهما على تعزيز الشراكة الإماراتية القبرصية في مجالات حيوية:
- المجالات الاستراتيجية: السياسة، والاقتصاد، والطاقة المتجددة.
- الأمن الإقليمي: التعاون في ملفات الأمن البحري والطاقة في شرق البحر المتوسط.
هذا التقارب يعكس اتجاهاً إماراتياً لـ توسيع الدبلوماسية متعددة المحاور، والانفتاح على الشركاء الأوروبيين من خارج المنظومة التقليدية في الخليج.
2. مبادرات إنسانية مشتركة: تفعيل ممر “أملثيا البحري”
كان الملف الإنساني المشترك هو نقطة التقاء رئيسية بين البلدين. تم بحث سبل تطوير المبادرات الإنسانية المشتركة نحو غزة:
- ممر أملثيا: التنسيق المشترك لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية لغزة عبر مشروع “ممر أملثيا البحري”، الذي أطلقته الإمارات وقبرص بالتعاون مع الشركاء الدوليين.
- الدبلوماسية الإنسانية: أكدت الإمارات على أهمية الدبلوماسية الإنسانية كركيزة أساسية في سياستها الخارجية، مشيرة إلى أن هذا التعاون يعزز دورها الإقليمي في دعم السلام.
أشاد المسؤولون القبارصة بدور الإمارات الريادي في العمل الإنساني، مؤكدين أن الشراكة مع أبوظبي تُعد نموذجاً للتعاون البنّاء بين أوروبا والعالم العربي.
3. البعد الجيوسياسي: شرق المتوسط مركز الطاقة والملاحة
يرى محللون أن هذا التعاون بين الإمارات وقبرص يؤكد أهمية منطقة شرق المتوسط كمركز جيوسياسي للطاقة والملاحة الدولية.
التركيز على الطاقة المتجددة والأمن البحري يضع أبوظبي ونيقوسيا في موقع استراتيجي لتعزيز الاستقرار في المنطقة، مستفيدة من قرب قبرص الجغرافي من أوروبا والشرق الأوسط، ودور الإمارات المحوري في التجارة العالمية.
خلاصة: شراكة استراتيجية عابرة للقارات
يُشكل تعزيز التعاون بين الإمارات وقبرص خطوة استراتيجية بعيدة المدى، تتجاوز المصالح الثنائية لتشمل التنسيق الأوروبي والإقليمي (خصوصاً الإنساني). استعداد قبرص لرئاسة الاتحاد الأوروبي 2026 يمنح الإمارات فرصة لتعميق نفوذها الدبلوماسي في القارة الأوروبية عبر بوابة شرق البحر المتوسط.
