في خطوة أثارت جدلًا واسعًا داخل روسيا وخارجها، أعلنت السلطات الروسية أنها ستقيّد خدمات الإنترنت المحمول والرسائل النصية (SMS) لمدة تصل إلى 24 ساعة لبعض المستخدمين. وذكرت الحكومة أن الهدف الوقاية من الهجمات بالطائرات المسيّرة ومن سوء استخدام الشرائح الهاتفية.
تفاصيل القرار الروسي
أوضحت التقارير الإعلامية أن القرار يشمل المشتركين الذين استخدموا التجوال الدولي أو الذين لم يستخدموا شريحة الاتصال الخاصة بهم لأكثر من 72 ساعة. وستوقف السلطات الخدمة مؤقتًا لأسباب أمنية وتشغيلية، على أن تستأنف تلقائيًا بعد انتهاء فترة المراقبة.
بالإضافة إلى ذلك، قال مصدر في وزارة الاتصالات الروسية إن وزارة الدفاع وهيئة الأمن الفيدرالية (FSB) أوصت بهذا الإجراء لمنع استغلال الشبكات في توجيه هجمات بطائرات من دون طيار، خصوصًا قرب المنشآت الحساسة والمناطق الحدودية.
المخاوف الحقوقية والسياسية
حذر ناشطون ومنظمات حقوقية من أن القرار قد يزيد المراقبة الرقمية ويقيّد حرية الاتصالات. على سبيل المثال، أشار بعض الحقوقيين إلى أن السلطات قد تستخدم هذه الإجراءات مستقبلًا لأغراض الرقابة السياسية والإعلامية.
في المقابل، يرى مراقبون أن روسيا تسعى للسيطرة على البنية التحتية الرقمية. بينما تؤكد الحكومة أن الهدف يقتصر على الأمن القومي، يشير آخرون إلى أن القرار قد يحد من حرية تداول المعلومات ويؤثر على حياة المواطنين اليومية.
تحليل جريدة أخبار الكويت
تعكس هذه الخطوة تصاعد التوجه الأمني الروسي في إدارة الفضاء الإلكتروني. على سبيل المثال، بعد تزايد هجمات الطائرات المسيّرة على مواقع داخل روسيا، قررت الحكومة تطبيق قيود صارمة على الاتصالات.
كما تظهر هذه الإجراءات رغبة موسكو في تحكم أكبر بالشبكات والبنية التحتية للاتصالات. لذلك، يرى الخبراء أن روسيا تمضي نحو نموذج رقمي أكثر انغلاقًا، على غرار الصين، وقد يغيّر شكل الإنترنت الروسي مستقبلًا ويحدّ من حرية تداول المعلومات.
بالإضافة إلى ذلك، تبرز معادلة صعبة بين حماية المنشآت الحيوية والحفاظ على حرية المواطنين في استخدام الإنترنت.
التوقعات المستقبلية
أولًا، من المتوقع أن توسّع السلطات رقابتها على الشرائح غير النشطة والمستخدمين في التجوال الدولي. ثانيًا، قد تعتمد موسكو تقنيات مراقبة متقدمة لضمان عدم استغلال الشبكات. بعد ذلك، ستقيم الحكومة النتائج لمعرفة فاعلية الإجراءات وأثرها على المستخدمين.
في النهاية، يبقى السؤال: هل ستحد هذه القيود من الهجمات بالطائرات المسيّرة؟ من المؤكد أن القرار سيؤثر على سلوك المستخدمين وعلى حرية الاتصالات الرقمية في روسيا.
